TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :حظك يا وطن

سلاما ياعراق :حظك يا وطن

نشر في: 9 أكتوبر, 2011: 10:03 م

 هاشم العقابي تقول النكتة ان شيخ عشيرة من منطقة الفرات الأوسط، كان من بين مجموعة التقاهم صدام بعد يوم "النصر الكبير". وما ان صافح الشيخ صداما حتى اجهش بالبكاء. وحين سأله الريّس عن سبب بكائه، اجاب : "انني ابكي على حال الأمريكان المساكين". لماذا؟ اكمل الباكي: "إذا نحن منتصرون وهذه حالنا، فكيف ستكون حالهم وقد خسروا الحرب؟".
هذا النوع من نكات العراقيين يقع تحت ما يسمى بـ "الحسجة" التي من بين انواعها استخدام التورية. والتورية تعني ان باطن الكلام يحمل معنى مختلفا عن ظاهره. فالرجل حقيقة كان يبكي حال العراقيين الذين طحنهم الحصار شكلا ومضمونا. وأي وجع اشد من وجع ان يفرض عليك ان تعتبر نفسك منتصرا رغما عنك وانت ترى بلادك خرابا في خراب. انها الحال ذاتها التي كانوا يرغمون بها ذوي أهل القتيل على ان لا يبكوا على ابنهم المعدوم.قضيت ليلة البارحة في البحث عن الوسائل التي اعتمدتها الدول التي خرجت من طواحين الاستبداد والحروب والحصار للاستفادة من تجاربها. لكني لم اجد، على الأقل في العصر الحديث، شعبا او بلدا اجتمعت عليه كل تلك الطواحين دفعة واحدة غير شعبنا وبلدنا. فهناك من عانى من الدكتاتورية لكنه سلم من ويلات الحروب خاصة في منطقتنا. وبعض حوصر اقتصاديا لكن ليس لزمن طويل مثل زمن حصارنا ولا بمثل قسوته.تساءلت: لماذا العراق وحده من دون بلدان الدنيا وشعبه من دون العباد اجتمعت عليه الدكتاتورية والحرب والحصار في آن؟ ثلاثة لو أٌنزِلت على جبل من الحديد لتصدع . صراحة لم اجد جوابا منطقيا لذلك سوى ان أحيلها الى سوء الحظ الطالع. قد لا يتفق معي البعض في مسألة تعليق مآسينا على شماعة الحظ لأنها لا تتماشى ومنطق العقل. لكن من أين آتي بعقل يفسر السبب الذي جعل  العراق ما ان يتخلص من الدكتاتورية والحروب والحصار ليجد نفسه في قبر الفوضى والرعب والإرهاب  والفساد والمحاصصة والجهل؟اكرر مرغما ان السبب هو حظنا العاثر الذي لو لم يكن كذلك لما سلط علينا بول بريمر بعد صدام مباشرة؟ هذا ليس من عندياتي، انما خبراء السياسة بامريكا أنفسهم يقولون عنه بأنه غبي لا يصلح لإدارة مدرسة ابتدائية، وليس لإدارة بلد مثل العراق. شلون حظ؟ويا ليت عجلة سوء حظ العراق توقفت عند بريمر، فالأيام من بعده جاءتنا بما هو أمر وأدهى.وللحديث عن حظنا بقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram