اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > تأريخ من لوم الآخرين

تأريخ من لوم الآخرين

نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 06:42 م

الكتاب:  كبش الفداء المؤلف: تشارلي كامبل ترجمة: هاجر العاني مسح تشارلي كامبل شامل الرؤية لميل الإنسانية نحو لوم الآخرين قد يساعد وحسب في جعل أفكارك أكثر ابتهاجاً تذكـَّــر المشهد البارز في فيلم (أون ذا ووترفرونت- على الواجهة المائية) عندما يواجه الملاكم السابق تيري مالوي (الذي لعب دوره مارلون براندو) شقيقه تشارلي بشأن قتال أقحمه تشارلي فيه ، وتيري مـُـصـِـر على أنه كان باستطاعته الفوز بالمباراة ،
 فيقول " كان بالإمكان أن يكون لدي امتياز وكان بإمكاني أن أكون منافساً وكان بإمكاني أن أكون شخصاً ذا شأن بدلاً من أن أكون عديم الفائدة وهو ما أنا عليه ، فلنواجه ذلك".ولا يذكر تشارلي كامبل بأن ذلك الكلام في هذا التاريخ الشامل المختلف للعبة اللوم غير انه لا يمكن أن يكون هناك شك في انه يعطي قليلا من الإمهال لما ينظر اليه هو على انه بكاء تيري المخزي ، وكمثل المدرس الذي يبدو ان الجميع تقريباً يتذكره فـإن كامبل يخبرك دائماً بأنك أسوأ أعدائك. وكأننا لا نصغي أبداً ، حيث يحاجج كامبل بأن ذلك الصمم يفسر حاجتنا اللامنتهية لإلقاء مسؤولية الجرم على شخص آخر :" إنه نمط  سلوك كان مصاحباً لنا دائماً .... مما يعكس حاجة بشرية عميقة وعامة الى التطهر والتكفير ... والامر الوحيد الذي لن نفعله تحت أية ظروف هو تقبـُّـل أنفسنا كما نحن ، ونفضـِّـل ان نجد تفسيراً لسبب عدم كمال الأشياء وهذه الأمور نادراً ما تثبت في وجه التمحيص عن كثب".وهكذا وبدءاً بـاستخفاف آدم بحواء يمضي كامبل في تفكيك الجميع من ماركس (الذي اعتبر الرأسمالية مسؤولة عن كل شيء) إلى فرويد (اعتبر الجنس مسؤولاً) ومن لاركين (اعتبر الوالدين مسؤولين) إلى داوكنز (اعتبر الدين مسؤولاً) لافتراضهم بأن  العيب لا يكمن في أنفسنا بل في طوالعنا ، وإن لم يكمن العيب هناك فوق ففي الواقع يجب إذاً ببساطة أن يتم العثور عليه هناك تحت – ومن ثم كان هذان الاثنان هما المعوَّل عليهما كأكباش الفداء : اليهود والنساء .وفي المسألة اليهودية يبدأ كامبل الأمور بالكنيسة الكاثوليكية والتي "طوال القرون ... قد قامت بأكثر من حصتها العادلة من الإخضاع لنفوذ الشياطين"، وكذلك من (حصتها من)الذبح بالطبع ،  وفي الحقيقة - يذكـِّـرنا الكتاب – أن الحملات الصليبية الأولى كانت في الواقع مدفوعة الثمن بأموال مقترَضة من يهود إقليم الراين – دَين سواه الصليبيون بسرعة بقتلهم الدائنين قبل المباشرة بطقس مهمتهم القاتلة الديني.وبالنظر إلى قائمة أوربا القديمة الخاصة بحالات قتل كهذه يحاجج كامبل بأن صعود هتلر ليس بالغموض الذي يعتقده البعض :"ثمانية عشر قرناً من قولبة {اليهود} ... أضافت ثقلاً كبيراً لمحاولاته في تجريدهم من إنسانيتهم"، وربما كان كامبل قد وجد مجالاً لإضافة أن هتلر وقدرة تابعيه الأمناء على العنف أضفت ثقلاً لحاجة (المواطن)الألماني العادي لتجريد نفسه من الإنسانية – (الوسيلة)الأفضل للصمت بشأن أمور كان ليدينها عادة ً وبصوت عال ٍ – غير ان النقطة الاساسية تظل قائمة ، إذ كان اليهود هدفاً سهلاً لأنهم قد كانوا هدفاً ردحاً طويلاً من الزمان.وبرغم ذلك فان النساء هن اللواتي يكرس كامبل لهن جلّ الاهتمام ، فعلى الأقل خـُـمس الصفحات في هذا الكتاب النحيل بشكل يدعو للإعجاب مكرسة لوصف مطاردة الساحرات ومحاكماتهن في أوربا الحديثة المبكرة – وصف لا يتحمل أية مجادلة مع زعمه بأن المحاكمات كانت دائماً وفقط يحفزها خوف الرجال وكراهيتهم للنساء ، وعلى الرغم من ان مثل هذه المادة مألوفة إلا أنها تربح من الضغط التاريخي الذي يحدثه أسلوب كامبل المختصر المباشر ، وعلى أية حالة يوجد دائماً أمر فظيع بخصوص التغطيسات – والتي عوضاً عنها تـُـقرَأ إغراقات – التي اعتقد أسلافنا أنها تفرِّق المرأة الصالحة من الطالحة .تلك الصدمة هي النقطة الأساسية في كتاب كامبل ، وبعيداً عن الطلب منك أن تجعل من الذين طاردوا وقـتـلوا أكباش فدائهم (تجعل منهم) أكباش فداء، فـإنه يطلب منك الاعتراف بحاجتك الغريزية إلى التسليم بالتفوق على كل مـَـن هو ليس أنت ، وبعد فعل ذلك ستدرك انه يصح بأن جميع الآخرين يجب ان يشعروا بأنهم متفوقون عليك ، وإذا اعتقدنا كلنا أننا متفوقون فيجب ان نكون كلنا سيان ، وإذا كنا كلنا سيان فـإننا إما كلنا – أو لا أحد منا - أكباش فداء .عن صحيفة الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram