الكتاب: إج . جي . ويلز، الرجل الذي اخترع الغد تأليف: ديفيد لودج ترجمة: ابتسام عبد الله لقد طبع كتاب، إج . جي . ويلز في أكثر من 100 نسخة، وبعض أعماله منها، الروايات العلمية التي غدت كلاسيكية وهي: "آلة الزمن"، "حرب العوالم"، مألوفة في أغلب المكتبات، فيما غادرت البعض الآخر منها الأذهان.
توفي ويلز في عام 1946 وهو على عتبة الثمانين من عمره بعد أن شهد حربين عالميتين. كان باحثاً في شتى الموضوعات، ولهذا يبدو الحكم عليه صعباً، وكما يقول ديفيد لودج (ناقد أدبي معروف): "هناك مدارات غريبة الأطوار في تاريخ الأدب". ومنهم روبرت لويس ستيفينسون أو روديارد كيبلينغ، ويمكن اعتبار إج . جي . ويلز النموذج الأفضل للكاتب التجاري. وويلز، الصبي الطموح لوالدين يكافحان للعيش يملكان دكاناً صغيراً، علّم نفسه بنفسه، عبر الفضول والتطلع الثقافيين. وويلز الذي لُقب يوماً بـ "الرجل الذي اخترع الغد"، كان أيضاً من المتنبئين بالمستقبل، فهو الذي كتب عن أشياء كثيرة لم تكن موجودة ومنها الدبّابة المدرعة، وحرب الفضاء والقنبلة الذرية، بل وحتى الانترنت. كما آمن ويلز بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وأيضاً تقسيم الأرض بشكل عادل. وقد نظن أن ويلز كان في كل مكان، أو ننتهي إلى ما بقوله لودج "كان رجلاً من عدة أجزاء".كان ويلز قصير القامة (5 أقدام) وذا صوت حاد ميّالاً إلى النساء والعلاقات المتعددة، علماً أنه تزوج مرتين، وكانتا فاشلتين.الجنس بالنسبة لويلز عامل مهم للتجديد والنشاط الجسدي "مثل التنس أو الريشة"، واحتفظ بسجل كامل لعلاقاته مع النساء لم ينشر إلاّ في عام 1984.وتقول الكاتبة دورني ريتشاردسون (إحدى صديقاته) قد احتجت ذات مرة من أن النساء في روايات ويلز متشابهات يعدن إلى مصدر واحد، وهو مختبر العلوم في مدرسته القديمة.وكانت زوجته الثانية التي عانت كثيراً من تصرفاته وسامحته كثيراً أيضاً هي التي تدير شؤون بيته، تحفظ أوراقه وتطبع نصوصه وقد ماتت إثر إصابتها بالسرطان، وقال له أحد أصدقائه، " أنها كانت المرأة التي تثير الاهتمام " فأجاب ويلز " قد تكون كذلك ولكن اهتماماتنا غير منسجمة".ومع تعرف ويلز بربيكا ويست، تتغير الصورة، إذ أنها متكافئة معه، فهي الصحفية المعروفة والكاتبة وذات نشاط في قضايا المرأة، وقد جذبت ويست أنظار ويلز واهتمامه للمرة الأولى بعد مهاجمتها لرواية له بعنوان "زواج"، قائلة إنه لا يعتبر من المدافعين عن حقوق المرأة، ويتظاهر بالدفاع عنها. وعندما كتبت ذلك، كانت ويست حاملاً بطفل من ويلز.وقد كتب ديفيد لودج هذه السيرة عن حياة ويلز، بسرد روائي الخواص وكما يقول النقاد،إن لودج يقف مرات عدة متناقضاً مع أفكار هنري جيمس عن الرواية وأيضاً ويلز، فالأولى تنتمي إلى علم الجمال وأفكار الثاني أي ويلز الذي يعتبرها "أداة لتطوير المجتمع"، ولكن رد فعل هنري جيمس لويلز أن الرواية هي "فن صنع الحياة".عن الغارديان
إج . جي . ويلز .. الكاتب والمتنبّئ
نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 06:43 م