اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الكتبُ المدرسيّةُ تُباع على الأرصفة قبل أن توزّع في المدارس!

الكتبُ المدرسيّةُ تُباع على الأرصفة قبل أن توزّع في المدارس!

نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 07:03 م

 بغداد/ إيناس طارق يبكي يونس كل يوم من أجل الحصول على الكتب المدرسيّة، انه يتوق للقراءة والكتابة في المدرسة، رافضاً فكرة الانتظار الطويل والجلوس في الصف كمستمع للمعلمة، دون أن يمعن نظره ومخيلته بكلمات سمع عنها كثيراً "دار ، دور" .
أمام موقفٍ كهذا يقرر والده الذهاب إلى سوق المتنبي لشراء الكتب لابنه بعد مرور 14 يوماً من الدراسة الشفوية،  وبالاعتماد على كتاب قراءة واحد كان بحوزة المعلمة للصف الأول الابتدائي.شخصيّات كارتونيةسبونج بوب ، سوير بنس، سبيدر مان ، فلّة ، لولو، كاتي أسماء شخصيات كارتونية تكتسح أغلفة الدفاتر والمستلزمات المدرسية، وتتصدر واجهات المحال التجارية والمكتبات وبسطيات بيع اللوازم المدرسية للعام الدراسي الجديد بشكل يفوق اللوحات الإعلانية التي استخدمها المرشحون للانتخابات البرلمانية وهذه الأغلفة ساعدت تجار الجملة والمفرد في جذب الزبائن الصغار "تلاميذ المدارس للصفوف الابتدائية" لاقتنائها رغم ارتفاع أسعار بعضها واختلاف مناشئها، فمنها الجيد، ومنها الرديء  وكلٌّ حسب سعره . قال وليد حسين المتحدث الإعلامي لوزارة التربية لـ(المدى): إن جميع المدارس تسلمت الكتب المدرسية وبطبعتها الجديدة وبنسبة 100%، وبدورها قامت بتوزيع الكتب على التلاميذ ولكافة المراحل. وأشار حسين إلى أن تسريب الكتب قد يكون من المطابع لوجود فائض،  وأكد ان وزارة التربية قد تعاقدت مع المطابع العراقية التي طبعت ما يقارب (16) منهاجاً دراسياً لعام 2011. 2003 وتغيير المناهج وزارة التربية بعد عام 2003 وحسب تصريحات مسؤوليها فضلت تغيير المناهج بعد أن كانت موجهة لخدمة النظام السابق وتعليم تلاميذ الابتدائية والثانوية ثقافة محددة. فتعليم طالب الصف الأول الابتدائي عملية الحساب يحتاج إلى أن يجمع جنودا أو طلقات أو أسرى حرب بدلا من الزهور، وكانت صورة صدام تتصدر كل كتاب منهجي ، وأن عملية التغيير تضطلع بها لجنة متخصصة من وزارة التربية وخبراء، ووضعت ضمن أولوياتها مواكبة التطورات العلمية التي شهدها العالم في الميدان التربوي .المحسوبيّة وطبع المناهجوقد قامت وزارة التربية بعد الـ2003، بطباعة المناهج الدراسية في مطابع خارج العراق لأسباب أرجعتها  لعطل المطابع العراقية آنذاك، ولكن تصريح المفتش العام لوزارة التربية الذي صدر مؤخراً كشف عن وجود ملفات فساد مالي بمبالغ تجاوزت الـ280 مليون دولار خلال تلك المرحلة، كما بقيت العديد من المدارس تشكو النقص والحاجة إلى الكتب، جراء عدم إيفاء بعض المطابع التي حصلت على مناقصات طباعة الكتب، بتجهيز الوزارة في الوقت المحدد.وبعد أن ألتفت المسؤولون إلى تعافي المطابع العراقية وعودتها إلى العمل، فرضت هذه المرة المحسوبية والنفعية وجودها بطريقة مختلفة، حيث كشفت مصادر في وزارة التربية في حزيران 2011، أن الوزارة خصصت مبلغ 75 مليار دينار عراقي لمطبعة عراقية واحدة فقط لغرض طباعة المناهج الدراسية، مشيرة تلك المصادر إلى أن ذلك يأتي ضمن المجاملات والمحسوبية وبذلك تذهب معظم أموال طباعة الكتب لهذه المطبعة المذكورة، على الرغم من وجود عدة مطابع عراقية تسعى إلى الحصول على مناقصات طباعة الكتب، مع التغاضي عن إمكانية إنجاز المطلوب وحسب المتفق عليه.رحلة استطلاعيّةفي الشارع التجاري لسوق حي الجهاد تزين الكتب بسطيّات بائعي القرطاسية بمختلف الأشكال والأنواع، و يعتبر ابو سرمد هو المصدر حسب وصف احد اصدقائه له وبسطيته في بداية السوق ،ومعروف للجميع هناك فهو التاجر عفواً البائع الوحيد تقريباً الذي يستطيع بيع كتب المدارس ذات الطبعات الجديدة بالجملة او المفرد، وحسب تصريح احد المصادر في السوق بداية كل عام دراسي تمتلئ بسطية ابو سرمد "المحظوظ " بكل الكتب ولجميع المراحل قبل أن تمتلئ بها مخازن المديريات ومن ثم المدارس!.يقول أبو كريم صاحب مكتبة الإيوان الواقعة في وسط السوق إن ظاهرة بيع الكتب ليست بجديدة ومنذ سنوات عدة تنزل الكتب إلى الأسواق قبل توزيعها في المدارس وحقيقة يتم عرضها علينا لشرائها بأسعار زهيدة لا تتجاوز 2000 دينار، وتحمل ختم وزارة التربية لكن هناك من يقبل على شرائها، والبعض الآخر يرفض لأسباب معينة .عضو لجنة التربية في مجلس النواب  سعاد جبار محمد قالت "إن التعليم في العراق يحتاج الى دعم وتواصل ورقابة ويحتاج الى عمل من اجل النهوض بالواقع التعليمي"، وأضافت في تصريح لـ المدى: تابعنا عملية توزيع الكتب المدرسية على الطلاب وقد وصلت الى جميع الطلاب وبنسبة 100%  .بينما يعلق المعلم حامد كاطع وهو والد أربعة طلاب يشغلون مراحل دراسية مختلفة كان  يبحث بين البسطيات عن ملازم لأبنائه في المرحلة المتوسطة :بأن ارتفاع تكاليف الدراسة لم يقتصر على شراء الدفاتر والمستلزمات الدراسية وإنما تعدتها لتشمل الحقائب والملابس والنقل، فالمواطن أصبح في حيرة من أمره بين تحقيق رغبة أبنائه الطلبة الراغبين باقتناء هذه البضائع وبين رفض شرائها لأنها غير جيدة ومقلدة،  كما ان التربية لا توزع القرطاسية الكافية للطلاب وهنا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram