وديع غزوان الخطوة المتأخرة جداً التي أعلن عنها الحزب الشيوعي العراقي بتشكيل تحالف سياسي جديد، هي خطوة مهمة جداً، بعد كل تلك الإخفاقات والتشوهات التي وسمت ساحة العمل السياسي في العراق، والتي جعلت من حزب مناضل كالشيوعي له تاريخه الطويل لايحصل على مقعد واحد في مجلس النواب.
بالتأكيد إن تلك النتيجة القاسية لها أسبابها العديدة بعضها خارج إرادة الشيوعي وإمكاناته والآخر يتحملها هو بالدرجة الأساس، حيث لم يوفق برأينا بوضع فاصلة بينه وبين غير ه من الحركات السياسية تعيد أمام المواطن صورة نقية لهذا الحزب وتضحياته، صورة ضاعت ملامحها مع صور كيانات وأحزاب سياسية عرفت كيف يمكن أن تستثمر وتدغدغ عواطف المواطنين وتستدرجهم في حبالها. قد لا أكون شيوعياً،غير أنني لم استسغ هذه النتيجة لأنها تعني تراجعاً كبيراً ما كان يمكن ان يحصل لولا ما حصل من تشويه في مجمل العملية السياسية الجديدة في العراق، غير أنني تألمت أكثر وأنا أرى تشرذم القوى والأطراف الوطنية وتباعدها، وربما ابتعادها عن فهم الموقف المطلوب الذي يعني أول ما يعني ضرورة تشكيل تحالف أو جبهة تتجمع فيها كل هذه القوى والشخصيات من اجل الخروج ببرنامج وطني واسع يضع تصورات واقعية لما نواجهه من مشاكل وتحديات ويرسم ملامح الحلول بما يتناسب وما حصل من تطورات في العالم. ومع انه من المبكر الحكم على مثل هذه الخطوة وهي في بداياتها، إلا أن الأمانة تقتضي الإشارة إلى ما يمكن أن تسهم به في مجال تصحيح العملية السياسية إذا ما سارت بالشكل المتناسب وما ينتظرها من مهام. التحالف ما زال في بدايته،غير أننا نعتقد أن الظرف الذي يمر به العراق يحتم على بقية القوى والشخصيات الوطنية دعمه والانضمام إليه، والمشاركة بجبهة واسعة في الانتخابات المحلية القادمة. نعلم إن إمكانات الحزب الشيوعي وغيره من القوى الوطنية المادية بشكل خاص متواضعة إن لم تكن فقيرة، قياساً إلى ما تمتلكه الأطراف الأخرى، غير أن تاريخها يؤهلها لاستعادة زمام المبادرة خاصة وان الملايين من الفقراء والمسحوقين في هذا الوطن همشت وسحقت جراء ما فعله المال السياسي وما ارتكبه من آثام أقلها الفساد الذي صار ظاهرة تميز مؤسسات الدولة بامتياز وبلا منازع. لست شيوعياً ولكني كعراقي أجد لزاماً علي أن أشيد بهذه الخطوة وأدعمها، من اجل مستقبل العراق وشعبه، لأن تجربة السنوات الثماني أكدت أهمية خلق توازن حقيقي يعيد للقيم الوطنية الأصيلة مكانتها في المجتمع و يعطي المجال لقواها من الشيوعيين وغير هم فرصة المشاركة في بناء الوطن. في المقابل فإن هذه الخطوة تتطلب من الشيوعي العراقي مراجعة شاملة لبرامج عمله والوقوف على أسباب ما حصل من إخفاقات تناولها البعض في عدد من المقالات. لاأريد أن أكون في موقف الواعظ لشخصيات لها تجربتها الغنية في العمل السياسي، كما إن مثل هذا الموضوع يحتاج إلى دراسات معمقة، غير أن إعلان التحالف السياسي كحدث مر سريعاً علينا مع انه يستحق أكثر من هذا!
كردستانيات :لست شيوعياً ولكن!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 07:43 م