اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الثقافة ونساء نوبـل وكرامة الجوائز

الثقافة ونساء نوبـل وكرامة الجوائز

نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 06:01 م

لطفية الدليمي1-توكل كرمان  وبعض المثقفين والجائزة لن اتحدث عن مدى استحقاق السيدات الثلاث لجائزة نوبل  للسلام ، فهن جديرات بها مع  يقيني بوجود نساء عراقيات جديرات بالفوز بجوائز عالمية لخدماتهن الجليلة والشجاعة للسلام  وقضايا المرأة لكني سأتحدث عن الجوائز حين تكشف عن  حقيقة البشر وادعاءات البعض الدفاع عن القيم الانسانية  والوطن  زيفا  وتبجحا   من دون اداء حقيقي على ارض الواقع ، مثلما تكشف الجوائز  عن نزاهة  مواقف إنسانية للبعض الآخر ،
 فالجوائز  كمثل النار بها تمتحن معادن النفوس فتكشف عن المعدن النفيس والمعدن الخسيس ، وهاهي  اليمنية  (توكل كرمان ) الفائزة بثلث جائزة نوبل للسلام  تتبرع بقيمة الجائزة للشعب اليمني   وتتعهد  كرمان في كلمة القتها في ساحة التغيير بصنعاء في مهرجان احتفالي لمناسبة فوزها بالجائزة ، انها ستضع قيمة الجائزة  في خزينة الدولة بعد رحيل الرئيس علي عبدالله صالح ونظامه.وقالت : (أقول لكم أن جائزة نوبل للسلام مُنحت للشعب اليمني العظيم وأن قيمة الجائزة هي لأبناء الشعب اليمني العظيم وأول الأموال التي ستعاد إلى الخزينة العامة هي جائزة نوبل للسلام .) أي درس تقدمه الانوثة الانسانية امام زيف رجولة  بعض الرجال ؟! كم هو الفارق بين رجال  حصلوا على جوائز كبرى من حكام طغاة  وهم يعلمون انها مسروقة من اموال  شعب مقموع  ولم يأبهوا  لما اثير حول جائزة الحاكم الواهب  من اعتراضات  لانتهاكه  القيم الانسانية وقمعه للحريات كمثل جائزة القذافي التي رفضها الروائي الاسباني غويتسولو لاعتراضه على دكتاتورية العقيد –  وقبلها  الدكتور جابر عصفور الذي اعلن بعد  قيام الثورة الليبية  ان جائزة القذافي للاداب  مقدمة من الشعب الليبي وليست من القذافي ، وعندما سُئل هل سيعيد الاموال في هذه الحالة  للشعب الليبي ؟ قال  مامعناه :  لن اعيد جائزة  مقدمة لي هدية من  الشعب الليبي ! مع ان الشعب الليبي  لا دخل له بمنح الجوائز  وهو الذي عانى  الحرمان ومصادرة الحريات  طوال اربعين عاما  من طغيان  القذافي .كم هو الفارق بين موقف المثقف الكبير المبشر بالقيم الحضارية والمحسوب على العلمانية المتنوّرة وبين موقف  الصحفية الناشطة توكل كرمان ؟ هذا إذا علمنا ان توكل   شابة في الثانية والثلاثين  من عمرها وبوسعها  ان تنعم بمردود الجائزة  في حياتها المديدة  ، بينما شيوخ الادب والشعر والنقد وهم في سنوات أفول  العمر ممن نالوا  جوائز الحكام العرب  يقبضون على المال بالنواجذ والمخالب حتى لكأنهم  سيخلدون أبد الدهر .  أما كان بوسع كتـّاب كبار  كالدكتور جابر عصفور ان يعيد جائزة القذافي للشعب الليبي ، او يتبرع كتـّاب آخرون بجائزة مبارك لضحايا العنف في ميدان التحرير ؟ اما كان بوسع شاعر كبير كسعدي يوسف ان يتبرع بقيمة احدى جوائزه الكثيرة  لأيتام العراق وارامل العراق وهو من  يدّعي انه الشيوعي الاخير والوطني الوحيد   ؟ لا عجب أنه لا يقدم على موقف انساني  يغيث ايتاما ومرضى وارامل من اهله ، لانه حتى اللحظة يواصل شتم العراقيين بلا استثناء ويصفهم  بالقمامة والخونة ليبقى هو الشريف الاخير في عالمنا العجائبي و يمارس الوطنية الافتراضية  ويزايد على العراقيين  في محنتهم من دون ان يكلف نفسه زيارة واحدة للعراق  ليشهد  اوضاع العراقيين  ويشارك في اغاثتهم والعمل من اجل رفع الحيف عنهم كما يفعل مثقفون عراقيون وسط المحنة والتهديد بالموت! وها هي السيدة اليمنية الحقوقية المكافحة من اجل السلام والحقوق الانسانية  ( توكل كرمان ) تعيد الاعتبار لزمننا الخرب  بموقفها النبيل الذي  كان ليتشرف به اعظم  الأشخاص من ذوي الرجولة في اي مكان من هذا الكوكب لتثبت  ان بعض النساء الباسلات   يتفوقن على كثيرين من  مدّعي الوطنية  المثقفين وغيرهم من رجال التهريج  الاعلامي  ويسهمن في صنع السلام  من دون مزايدات على قيمهن واوطانهن .rnالنساء والثقافة  وصنع السلام ليما غبوي كيف تشيع النساء ثقافة السلام ؟ هل ثمة وسيلة لتعليم النساء كيف يصنعن السلام الاجتماعي؟ وهل تقوم المؤسسات الثقافية بدورها في تدريب النساء على ثقافة السلام ؟ وهل بوسع النساء وحدهن  ان يوقفن مـدّ  التقاتل والكراهية وانقاذ المجتمع من الأحقاد  والعنف وهدر الدماء؟  لقد اثبتت تجربة ( ليما غبوي ) احدى النساء الثلاث الفائزات بنوبل للسلام  ان  بوسع  النساء صنع معجزة السلام  اذا ما تضافرت جهودهن من دون الالتفات للمكاسب السياسية والكراسي والنفوذ  والارباح  وان بوسع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram