بغداد/ المدىحدث امس خلاف بين مجلس محافظة كركوك والجيش حول مهام السيطرة على قاعدة الحرية الجوية التي تسلمتها المحافظة من الجانب الاميركي امس، فقد رفض المجلس تحويلها ثكنة عسكرية ، عاداً أن محاولة الجيش تسلم مهمة حمايتها "خارج صلاحياته" بحسب الاتفاق المبرم بين وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس كركوك، احمد العسكري، إن "مطار كركوك جرى تسلمه امس الخميس، رسمياً بحضور مسؤولين عسكريين من وزارة الدفاع ممثلة بالفريق علي غيدان، وآخرين من كركوك وقادة الأجهزة الأمنية"، مشيراً إلى أن "خلافاً جرى بشأن من يتسلم مهام حفظ أمن القاعدة، وما إذا كانت قوات شرطة كركوك أم الفرقة 12 التابعة للجيش العراقي".وأضاف أن "مجلس كركوك صوت الثلاثاء الماضي على تحويل القاعدة إلى مطار مدني ما يعني أن حفظ أمنها يكون من قبل قيادة شرطة كركوك حصراً كونها تقع ضمن الحدود البلدية لمركز محافظة كركوك"، مشدداً على أنه "ليس من حق قوات الفرقة 12 للجيش العراقي الدخول إلى مدينة كركوك لأن هناك اتفاقية مشتركة بين وزارتي الدفاع والداخلية تقضي أن تكون مراكز المدن والأقضية بحماية الشرطة والأطراف بحماية قوات الجيش".وكان مجلس محافظة كركوك صوت في 15 من الشهر الحالي، بالإجماع على تحويل قاعدة الحرية إلى مطار مدني دولي وتأمينه من قبل الأجهزة الأمنية في المحافظة.وأوضح العسكري، أن "تسلم قاعدة الحرية يعني أن آخر جندي أمريكي غادر كركوك، وأن الإدارة في طريقها إلى تحويل تلك القاعدة إلى مطار مدني دولي"، لافتاً إلى أن "لفرقة 12 التابعة للجيش العراقي، حاولت تحويل قاعدة مطار الحرية العسكري إلى ثكنة برغم إمكانية إيجاد مقر بديل لها بعيداً عن المطار الذي تحولت ملكيته إلى وزارة النقل العراقية بموجب الاتفاق الذي وقع اليوم".وأكد أن "مجلس كركوك يرفض تحويل القاعدة إلى ثكنة عسكرية"، مستطرداً أن "مكونات كركوك وأعضاء مجلسها من الكرد والعرب والتركمان وباقي المكونات، يسعون لتحويلها إلى مطار مدني بعيداً عن العسكرة"، بحسب تعبيره.من جانبه قال قائد شرطة كركوك، اللواء جمال طاهر بكر، "، إن "القوات الأمنية في كركوك تسلمت الملف الأمني بعد الانسحاب الأميركي عن المحافظة"، مؤكداً أن "تلك القوات تمكنت خلال المدة الماضية من إثبات نجاحات كبيرة في هذا الملف".وأضاف قائد شرطة المحافظة، أن "لدى قوات الشرطة خطة محكمة للحفاظ على سلامة المدنيين"، مستطرداً أن "حفظ أمن مركز المحافظة هو من صلاحيات قوات الشرطة على أن تتولى قوات الجيش حماية أطراف كركوك علاوة على التنسيق بين الجانبين للقيام بمهام مشتركة لضرب فلول الجماعات الإرهابية".وأعلن مجلس كركوك، أن القوات العراقية في المحافظة تتأهب لتسلم قاعدة الحرية العسكرية رسمياً من القوات الأميركية، اليوم الخميس (امس)، وفي حين رحبت الكتل السياسية في المحافظة بتسلم القاعدة بهدف تحويلها إلى مطار مدني دولي، دعا مسؤول أمني وقيادي في المكون العربي إلى زيادة عدد القوات الأمنية وتعزيزها بوحدات إضافية من مكونات المحافظة.وكان الرئيس الأميركي بارك أوباما، أكد في 21 تشرين الأول الماضي، أن قوات بلاده الموجودة في الأراضي العراقية ستكون في الولايات المتحدة خلال أعياد نهاية السنة الحالية. على صعيد متصل، قال المحلل السياسي سامي الجبوري، إن "الخلاف بين الشرطة والجيش في كركوك يكمن في من يقوم بمهمة حماية مطار الحرية العسكري الذي تتخذه القوة الجوية مقراً لها"، مضيفاً أن "هذا يعني أن قوات الفرقة 12 التابعة للجيش العراقي، هي المسؤولة عن حماية المطار لكن تصويت مجلس المحافظة ونقل ملكية المطار إلى وزارة النقل يقضي أن يكون أمنه من صلاحية قوات الشرطة".واستطرد الجبوري، بذلك "ليس من حق قوات الفرقة 12 تولي مهام حماية المطار بحسب الاتفاق الموقع بين وزارة الداخلية والدفاع"، مؤكداً على "وجوب تسليم مهمة حمايته إلى قوات شرطة كركوك".وتنتشر في كركوك قوات من الفرقة 12 في الجيش العراقي، التي تتولى حماية المناطق الخارجية في كركوك، في حين تتولى قوات الشرطة وأجهزة أمنية تابعة لها مهمة حفظ الملف الأمني في مركز مدينة كركوك وأقضية المحافظة ونواحيها.
كركوك ترفض تسليم "الحرية الجوية" إلى الدفاع

نشر في: 17 نوفمبر, 2011: 06:45 م









