اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مافيات مخدرات تقودها أحزابٌ تفجّر محالَ المشروبات

مافيات مخدرات تقودها أحزابٌ تفجّر محالَ المشروبات

نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 06:10 م

 بغداد/المدىبائع شاي شاب لا يتجاوز عمره الثلاثين عاماً، اتّخذ مكاناً على احد الأرصفة القريبة من إحدى الجامعات والمعاهد  في منطقة باب المعظم المكتظة بالطلبة،  يبيع فيه القهوة والنسكافيه، إضافة إلى الشاي، الطلاب يفضلون شرب الشاي تحديداً منه،
بعد تناول وجبات الطعام من المطعم المواجه لبسطيّته!، فاغلبهم من ساكني الأقسام الداخلية الحكومية أو الأهلية. هذا البائع الثلاثيني كان يضع حبوباً مخدرة تساعد على إدمان الشاي، الأمر الذي جعل الطلاب لا يشربونه إلا منه، ومن لم يشربه من هؤلاء الطلبة يصاب بدوار وهستيريا!، الغريب في الأمر هو أن قدح الشاي يباع للذي يشكي وجع الرأس بضعفين، أي بمبلغ 750 ديناراً، بدلاً من 250، وهكذا يبدأ الإدمان، علماً أن "الجايجي" يبيع الحبوب المخدرة إلى الطلبة. لكن أمره أنفضح، ولو بعد فوات الأوان!، إذ بلّغ عنه احد الطلبة الأجهزة الأمنية ليلقوا القبض عليه، ويعترف ببيعه حبوب "الكبسلة" إلى الطلبة، التي جني من وراءها أموالاً طائلة وبفترة قياسية .rnبات الاتجار بها أمراً في غاية السهولة، كما أن الحصول عليها أَمْرٌ بسيط، وليس مُعَقَّداً؛ حيث يمكن شراء أية جرعة من تلك السموم من محال عُرِفَتْ في بغداد بدكاكين الكبسلة أو المحششين!المخدرات وحبوب الهلوسة المختلفة الأشكال والأنواع باتت تباع في الأزقة الضيّقة والأماكن الراقية. شباب يدمنها ويتناولها، والأغرب هو أن من يريد الحصول عليها لا يحتاج إلا إلى بضعة آلاف من الدنانير لا تتجاوز 5000 دينار في أحيان كثيرة.rn من يقف وراء ترويجها وانتشارها الصاروخي؟العراق  كان أحد أنظف دول العالم من حيث المخدرات والحشيشة؛ حيث سجل المرتبة الأولى عام 2000، حسب لجنةٍ تابعةٍ للأمم المتحدة، من حيث البلدان النظيفة والخالية من المخدرات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا على وجهة العموم، غير أنّ الأرقام المخيفة التي سُجِّلَتْ خلال الأعوام الماضية منذ عام 2003، ودخول القوات المتعددة الجنسية يدُلُّ على كارثة حقيقية! حيث أصبح العراق إحدى البوابات الرئيسة لعبور المخدرات بكافة أصنافها وأخطرها- على حياة الشباب العراقي بشكل خاص، والعربي بشكل عام، الذي تسَرَّبَتْ إليه تلك السموم من العراق عبر دول الجوار ويُقَدِّرُ مركز مكافحة الإدمان الرئيس في العراق عَدَدَ الشبان والشابات المدمنات على المخدرات ما بين سِنّ الخامسة عشرة والأربعين بـ 5%، وهي نسبة تكاد تكون الأعلى في دول المنطقة، وكارثية على المجتمع العراقي. ويعزو المركز ذلك إلى ضعف الأمن وضعف الرقابة والقانون، ومحاولة هروب الشباب من البؤس والبطالة التي يعيشونها، والخوف من الموت المفاجئ جراء القتل العشوائي والانفجارات .وتعتبر إيران البَوَّابَةَ الرئيسة لدخول تلك السموم التي تُزْرَعُ في جنوب إيران وشرقها، وكذلك العابرة منها من أفغانستان إلى العراق.احد الصيادلة تحدث بمرارة قائلاً: يراجعه عدد من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين(15 إلى 30 عاما) لشراء أدوية مخدرة باتت مألوفة لديهم وهي  "Parkuzol، Pulmocole، Tussiram، Valume،Libriuim "، وأشار إلى أن"هذه أسماء لأدوية يكثر شراؤها من قبل الشباب العراقي منذ العام 2003، والى الآن ويستخدمها خصوصا متعاطو المخدرات ، مضيفا: يراجعني تقريبا من 20 إلى 30 شخصا يوميا من عسكريين ومدنيين.مافيات تنشطقال مصدر امني عراقي: إن هناك مافيات للمخدرات والأدوية المهدئة تنشط بقوة في بغداد وعدد من مدن وسط العراق وجنوبه، وتقف وراءها شخصيات حكومية وحزبية وقيادات في المجموعات الإرهابية والميلشيات.وأكد المصدر أن هذه المافيات تحولت مؤخرا في عمليات شبه منظمة إلى استهداف محال تجارة المشروبات الروحية ونسفها ضمن خطة لإبقاء الساحة حكراً على تجارتها من المخدرات والأدوية والعقاقير المهدئة.وميّز المصدر بين نوعين من مافيات المخدرات، مشيرا إلى أن "النوع الأول: وهو يتصل برؤوس كبيرة، ويسعى  الى تحويل العراق إلى ممر للمخدرات من إيران إلى دول الخليج وأوروبا عبر سوريا ولبنان"، أما النوع الثاني فهو:" يضم مافيات اقل تأثيرا لكنها قاسية وتصفي من يقف بوجهها، حيث أنها تتكون من مجموعات إرهابية وميليشيات مرتبطة بمراكز النفوذ في البلاد،  وتستخدم تجارة المخدرات والعقاقير المهدئة لتمويل عملياتها وتجنيد عناصرها"، لافتاً إلى أن مافيات النوع الثاني "تنشط في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب."وأكد المصدر أنه "في الكثير من الحالات التي يتم فيها القبض على عصابات ترويج المخدرات، يرفض المعتقلون المتورطون الكشف عن الشخصيات التي تدير عملهم، ويؤكدون أنهم في حال اعترافهم فان زعماء المافيات سيقومون بتصفية عوائلهم."وحول تعرض متاجر الكحول في بغداد للنسف وقتل أصحابها قال:" مع وجود الكحول يقل الطلب على المخدرات، ومن اجل إنعاش تجارة السموم البيضاء(المخدرات والعقاقير المهدئة) لابد من تصفية أصحاب محال الخمر"، مشيرا إلى أن "عشرات المحال المخصصة لبيع الكحول تعرضت للنسف خلال العام الجاري وقتل عدد من ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram