نافع خالدلأول مرة منذ ثماني سنوات يعود دورينا لارتداء (الزي الموحد) الذي يكتسي به أقرانه في بقية بلدان العالم والمتمثل بالدوري الموحد لنطوي بذلك صفحة دوري متعدد التسميات والمجموعات والقرارات.
إذاً دوري الموسم الجديد سيشهد 12 مواجهة بين الأندية الجماهيرية البغدادية الأربعة أو ما يمكن أن نشبهه باثنتي عشرة قنبلة موقوتة عطفاً على ما حصل في مواجهات سابقة بين هذه الأندية الأربعة أخرها أحداث (كلاسيكو ) الكرة العراقية بين الزوراء والجوية في الموسم الماضي التي لا تزال مشاهدها المحزنة طرية في الأذهان ، لكن مثلما يحسن للطالب مستواه العلمي عن طريق الدروس الخصوصية نتمنى أن تستفيد جميع أطراف اللعبة عندنا من درس مجاني قدّمه لنا ( مسرح الأحلام ) معقل الشياطين الحمر قبل أيام في ديربي مدينة مانشستر بين يونايتد وسيتي. فأصحاب الأرض منيوا بهزيمة هي الأقسى لهم منذ 81 عاماً على يد جارهم بنصف دزينة من الأهداف ، وتحولت أحلامهم الوردية باعتلاء الصدارة إلى كابوس مزعج متمثلا بتوسع الفارق مع خصمهم المتصدر إلى خمس نقاط لكن ما الذي حدث؟ الجواب : لا شيء سارت المباراة وما بعدها بطريقة عادية جداً ، لم يخرج اللاعبون داخل أرضية الملعب عن النص .. لم يحطم جمهور الفريق الخاسر مقاعد المدرجات ولم يملأ أرضية الملعب بالقناني الفارغة ، كما أنه لم يرجم مَن في الملعب بالحجارة ولم تتعالَ أصوات السباب الجماعي ( لا أدعي أني ضليع باللغة الانكليزية ولكن وسائل الإعلام لم تتحدث عن أي شيء من هذا القبيل ) لم يتعلق فيرغسون ( كما يفعل مدربونا ) بقشة طرد أحد لاعبي فريقه بداية الشوط الثاني ويجعل منها سبباً للخسارة القاسية .. لم يرفض ايفانز المطرود الخروج من الملعب منتظراً نهاية المباراة للهجوم على الحكم مثلما فعل غلامنا!توجه المدربون إلى المؤتمر الصحفي وبقمة الثقافة الرياضية قال مدرب السيتزن مانشيني: ( يونايتد لا يزال يتفوق علينا ، يمكننا ان نغيّر هذا الوضع بالفوز باللقب في النهاية ، لكن في هذه اللحظة هم أفضل منا ) مضيفاً ان ( هذه الهزيمة لن تنال كثيرا من ثقة لاعبي يونايتد في أنفسهم وهذه المباراة مجرد انتصار وحيد بغض النظر عن عدد الأهداف المسجلة ) تخيلوا مدربا خارجا للتـو من انتصار سداسي على جار لدود وخصم بحجم المان يونايتد وملاحقه على الصدارة يقول انهم لا يزالون أفضل منا وأنه مجرد فوز! يا ترى هل كانت أقدام أي مدرب من مدربينا ستثبت على الأرض اذا ما حقق انتصارا مشابها؟ وهل سيقول ان خصمه لا يزال أفضل منه؟ بالتأكيد الحديث كان لينصب على الخطط الجهنمية والتبديلات العبقرية التي أوصلته إلى هذا الفتح الكروي الكبير! أما مدرب الفريق الخاسر فلم يرمِ كرة الخسارة في ملعب الحكم والأرضية والمناخ والحظ .. و.. و .. الخ من قاموس الأعذار الجاهزة المتوفر في أسواقنا حصرياً ، بل اكتفى بالقول: ( كان أسوأ أيامي في كرة القدم .. هذه الهزيمة الثقيلة التي جاءت في اعقاب شهر من اللعب المتثاقل بعد بداية قوية للموسم ستدفع الفريق إلى تحسين أدائه ) الشيء نفسه تقريباً حدث في أعقاب فوز مانشستر يونايتد على أرسنال بثمانية أهداف قبل أسابيع عندما هنأ فينغر خصمه على استغلال أكبر عدد ممكن من الفرص أثناء المباراة ووقف جمهور (المدفجية) في نهاية المواجهة مصفقاً ومنشداً للاعبيه لمساعدتهم على تجاوز تلك اللحظات العصيبة. أخيراً لم يشدني أي مشهد في موقعة (المانشسترين) أكثر من اللقطة التي ظهر فيها مانشيني وهو يقوم من مقاعد البدلاء ليحتفل بالهدف الخامس وعلى بعد سنتيمترات من يساره يجلس مشجعو اليونايتد وهم يكتفون بالنظر إليه بكل أدب واحترام لكن هذه السنتيمترات التي تفصل بين المشجعين الانكليز وخصمهم تعكس ملايين من السنين الضوئية فرقاً بالتحضّر والثقافة بينهم وبين جمهورنا!
رأيك وأنت حـر: درس من ملعب الأحلام
نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 06:11 م