اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تفتح ملف"العاصمة الأسوأ"..مرائب العاصمة بين الإهمال ومعاناة المواطن

المدى تفتح ملف"العاصمة الأسوأ"..مرائب العاصمة بين الإهمال ومعاناة المواطن

نشر في: 19 ديسمبر, 2011: 06:27 م

 بغداد/ سها الشيخلي  عدسة/ أدهم يوسف اعترضت سيارة (كيا)  طريق الشاب هشام  فشعر بأن حياته مهددة لا محال، وهو يرى السيارة  تتجه بسرعة فائقة نحوه،وهو  في طريقه الى الكلية لكنه نجا بأعجوبة  ،  والعجالة التي كان بها السائق هي محاولة  للهروب من ملاحقة رجل المرور الذي يتابع سيارة الكيا
 ليسجل غرامة مالية تتراوح ما بين (25 - 30) ألف دينار.وهي غرامة يعرفها ويهرب منها العديد من سائقي الأجرة الذين اتخذوا من تقاطع ساحة الخلاني  في بغداد مرائب صغيرة؛ منها خط العلاوي، والبياع، وباب المعظم،  لممارسة عملهم بشكل بعيد عن الرقابة والنظام وخارج سيطرة هيئة النقل الخاصة بوزارة النقل التي تدير مرائب خاصة بها يربو عددها على 30 مرآباً، موزعة على جميع مناطق بغداد، التي يعم اغلبها الفوضى والخراب ،لذا لم يسمح لنا  في بعضها   بالدخول إلى ساحته، خوفا من تسليط الضوء على الجوانب السلبية الكثيرة ، وكان العذر يجب استحصال موافقة عمليات بغداد بالنسبة للسيطرات المكثفة في مداخل المرائب، واستحصال كتب عدم ممانعة بالتصوير من قبل مسؤولي هيئة النقل العام ، ومع كل تلك الممنوعات إلا أننا استطعنا الدخول إلى اغلب تلك المرائب وإجراء الحوارات مع مسؤولي النقل الخاص، والمسافرين  إلى خارج محافظة بغداد، والركاب المتنقلين في داخل العاصمة. كراجات عامةلا يمكن إطلاق صفة كراجات نظامية  على تلك الكراجات التي أقامتها هيئة النقل الخاص التابعة لوزارة النقل لافتقار تلك المرائب إلى ابسط الشروط التنظيمية، فمع وجود مسقفات لتنظيم الخطوط العاملة في بعضها إلا أنها تفتقر إلى مظلات خاصة بالركاب والمسافرين ومقاعد للانتظار، ولوحات مثبت عليها اسم الخط، فليس من المعقول أن يتعالى صراخ سائقي سيارات الأجرة، وهم ينادون على الجهة التي يقصدونها ، كما تخلو كل المرائب من وجود شرطة الآداب، فبعض السائقين يسمعون النساء كلاما بذيئا، والبعض الآخر يتداول السباب والشتائم والكلمات النابية بينهم، على سبيل المزاح، خاصة إذا مرت امرأة من أمامهم . وشملت جولتنا زيارة بعض المرائب العامة منها والعشوائية، ودخلنا  كراج العسكري قرب ساحة الطيران، والمقابل لكنيسة الأرمن، فقد شاهدنا خطوطا منظمة تمتد تحت مسقفات ملونة باللون الأزرق والرصاصي  التي تشمل خطوط حي أور، مدينة الصدر/ داخل، بغداد الجديدة، الكرادة خارج، الجادرية ، إلا أن المرآب المذكور كانت تنقصه الكثير من الوسائل التي يحتاج اليها الراكب . أردنا التصوير إلا  أن السيطرة في مدخل الكراج منعتنا إلا بعد استحصال موافقة الجهات الأمنية المختصة ، أما مسؤول هيئة النقل الخاص ( أبو سرمد )  فقد رحب بنا بل اشترط هو الآخر أن نحضر معنا كتابا من وزارة النقل يسمح لنا بالتصوير والحديث عن المرآب ، وأشار أبو سرمد الى أن مرآب العسكري قد تم تنظيمه قبل سنتين ، وهو خاضع للرقابة والتفتيش من قبل هيئة النقل الخاص .مرآب النهضةألقى باللائمة على الآخر  كل من ضابط السيطرة و(الزميل !) صلاح مسؤول هيئة النقل الخاص في مرآب النهضة ، لمنعنا من الدخول إلى المرآب إلا بكتاب تسهيل مهمة من وزارة النقل، في حين نشاهد عبر التقارير الإخبارية، بعض القنوات الفضائية المحلية وغير المحلية تدخل كراج النهضة بالذات وتجري الحوارات مع السواق والركاب،  كان آخرها التقرير الذي صور في عيد الأضحى الماضي ،وتحدثنا  مع الركاب وسائقي سيارات الأجرة  خارج المرآب ، وأعطينا العذر في منعنا من الدخول حين وجدنا عند مراجعتنا مكتب الهيئة ، عبارة عن فوضى وزحام  وصراخ لسائقي النقل الخارجي، فقد كان سائق يريد الـ( التقبيطة ) الى كركوك يصرخ "واحد .. واحد كركوك" ، وتحدث إلينا صلاح رئيس تحرير إحدى الصحف المحلية، قائلاً: إن مرآب النهضة قديم وكان في الأصل مقبرة لليهود ، وأن وزارة النقل سوف تعيد بناءه في العام المقبل على ضوء الموازنة الجديدة ، وأن شركة تركية ستنفذ العمل وفق احدث التصاميم العالمية ، من مسقفات وساحات انتظار إلى جانب كافتريات خاصة بالمسافرين إلى المحافظات الجنوبية والشمالية . ولم تكن المرائب الأخرى التي زرناها أفضل حالا من مرآبي النهضة والعسكري، ومنها مرآب البياع الذي كان مدخله محاطا بالأنقاض والهياكل الحديدية المكسرة ، وكذلك الموجودة في الدورة وباب المعظم، فكلها حيث تعاني ابسط الشروط الصحية والتنظيمية .  العشوائية والزحام أخذت ظاهرة العشوائية تفرض وجودها على شوارع العاصمة بغداد وتنتشر بصورة واسعة، لاسيما المناطق المركزية التي تستقطب أعداداً كبيرة من المواطنين وتضم دوائر ومؤسسات رسمية كمناطق (الباب المعظم، الباب الشرقي، بغداد الجديدة، البياع، مدينة الصدر وساحة الخلاني ).مواطنون وصفوا هذه الظاهرة  بضريبة فرضتها  قلة أعداد الكراجات الأصولية الرسمية، وتشعب خطوط النقل لبعض المناطق، محملين وزارة النقل فواتير تلك الضريبة، فيما شكا رجال المرور ما تخلفه تلك الظاهرة من زخم مروري مفرط، وارتفاع نسبة الحوادث المسجلة تحت عنوان الكراجات العشوا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram