TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وجهة نظر: ثقافة كرة القدم

وجهة نظر: ثقافة كرة القدم

نشر في: 18 نوفمبر, 2011: 06:36 م

 خليل جليلعرفت كرة القدم سواء على الصعيد العربي او الآسيوي ان الكرة العراقية تمتعت وما تزال  تتمتع بمكانة مرموقة لما حملت اوساطها من ثوابت وملامح ثقافة كروية محترمة ولم تعرف يوما من الايام ان تجد نفسها وقد أخذت منحى يُغلـّفه الضغينة ومواقف الدس وارسال الاشارات التي لا تنم عن كل اشكال الثقافة الكروية.
لقد حفل سِفر الكرة العراقية بالعديد مما تحقق لها من مسرات وأتراح وانتصارات وتعثـّر يحصل هنا او هناك سرعان ما تنهض بعده منتخباتنا معافاة وقوية وكان لجمهورنا الكروي الدور الكبير والمؤثر لصياغة كل اشكال ثقافة كرة القدم التي تميزت بها كرتنا ومنتخباتنا وهي تسجل يوما بعد آخر حضورا عراقيا ممهورا باسم العراق وليس باسم أي شخص آخر لأن الكرة العراقية لم تعرف يوما أي شكل من اشكال المزايدات والتأويل والتهويل ولم نعرف في يوم من الايام ان ننتقص من خصومنا ، بل كنا نفتخر عندما يكون خصومنا في سوح كرة القدم خصوما أقوياءً لنا الامتياز والفخر ان نتغلـّب عليهم بروحية كرة القدم الحقة.ولم ندع في اي وقت ان تكون انتصاراتنا الكروية على حساب كرامة ومكانة الآخرين فقد فتح العراق ذراعيه لكل الاصدقاء والاشقاء في الكثير من البطولات والمناسبات الكروية وكانت لنا اليـد الطولى في اظهار كل اشكال الاحترام اللائق ولم ندع  لكل اشكال تصفية الحسابات ان تأخذ طريقها لمشاعرنا التي باتت وللأسف عند البعض متنفساً عما يجول في صدرها وخاطرها من هواجس الانتقاد والانتقاص وتحيـّن الفرص للنيل من هذا او ذاك بدلا من ان نعظـّم انفسنا بالتغاضي عن كل ما يغيضنا ومَن يوغل بإيذائنا.وفعلا تمكن منتخبنا من الفوز واستعادة البسمة ومظاهر الفخر بأن لنا منتخبا قويا ما زال موجودا وفعلاً ان منتخبنا الآن هو اقوى منتخب ظهر خلال السنوات الخمس الماضية ، بل هو اقوى من منتخب آسيا 2007 .واذا كان منتخب أسود الرافدين بحاجة الى وقفة مساندة ودعم ومؤازرة وهو حق وواجب مفروض على جماهيرنا الكروية لكونه منتخب العراق لكنه كان ليس بحاجة الى مَن يريد ان يقلل من نصرنا الكروي وينال منه بسبب إساءته للآخرين وان يذهب بعيدا مثلما ذهب البعض من الجمهور عندما وجد في هذا الفوز فرصة للنيل مِن مَن يعدهم موهوماً انهم خصومنا وعليهم ان يتلقوا مظاهر الإدانة وطبعا هذا لا يمت بأية صلة بثوابت وجمالية روحية كرة ، بل ذهب البعض يوغل بطعنه وكأنه يريد ان يتشفى ليس بالمنتخب الاردني ، بل بمدرب المنتخب الاردني العراقي المدرب الكبير شئنا ام أبينا عدنان حمد .ما يؤسف عليه ان البعض قد قال ما قاله بعفوية غير مقصودة تجاه مدربنا السابق عدنان حمد لكن ما يثير الاستغراب ان نجد مَن وجد نفسه من دون مراقبة ومساءلة وتقويم ليصف عدنان حمد بالمدرب المترنح اثناء المباراة .نحن لا نستغرب من مثل هذه التصورات والمفردات عندما تطلق وتصدر من اناس ليس لهم اية علاقة بكرة القدم قبل ان يجدوا انفسهم قريبا منها لأسباب نعرفها جيداً.لقد حملت الكرة العراقية بفخر اسماءً لامعة لاعبين ومدربين واداريين وكل مَن قدم لها الكثير الكثير من العطاء ما زالت الذاكرة الكروية تحتفظ لهم بالانجازات والمآثر التي رفعت من شأن الكرة العراقية وكانوا مع الجمهور الحقيقي رموزاً لثقافة كرة القدم وجماليتها. لقد خسر المنتخب الاردني لكونه لعب من دون هدف يخدمه وقد فاز منتخبنا واستعاد توازنه وهيبته وفرح عدنان حمد لوصول منتخبيه العراقي والاردني صوب الدور الحاسم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram