وديع غزوانما حدث هذه الجمعة والتي قبلها أقرب الى التجمع منه الى التظاهرة التي اعتاد نصب الحرية احتضانها في بداياتها ، فقد تجمع بضعة اشخاص ورفعوا لافتات تروج للاجراءات الحكومية في التصدي لما اسموه تقسيم العراق والمؤامرة البعثية التي تم الربط بينهما بشكل قسري وغير صحيح وبين كل تلك اللافتات واحدة يتيمة وغريبة تطالب بتأهيل القطاع الاقتصادي والمصانع لاستيعاب العاطلين .
ومع غياب الرموز الشبابية التي قادت عنفوان جُمع التحرير الاولى وتعرضوا للملاحقة والاضطهاد وانواع التهم ، نقول مع غياب هؤلاء كان القائد والمنظم لهذا التجمع الذي فرض نفسه منذ رمضان ، شاب افتعل مختلف المعارك الجانبية مع عدد من الشباب ويتحدث بعصبية و انفعال بحيث يصح عليه اللقب الذي اطلقه احد النشطاء الشباب عندما وصفه بالممثل البارع ، فقد اجاد تقمص الدور ، ولكن الى حين فسرعان ما كشفه الجميع ولم يعد يحظى إلا بدعم مجموعته الصغيرة الملتفة حوله والتي تتوسل الفضائيات اجراء المقابلات معه . لا نريد ان نعطي لهذا الشاب اكثر مما يستحقه وننتقل الى جانب آخر من التظاهرة حيث وقف رجل كبير السن نسبياً ،انتبهت الى تواجده في الساحة منذ اربعة اشهر، واخذ يتحدث الى فضائية السلام بكلام فيه من الحكمة والمنطق ما يتفوق فيه على بعض سياسيينا فقد قال بما معناه ان الحديث عن عدم مشروعية الفيدرالية وبانها تقسيم وبهذه الطريقة يجرنا الى نتيجة هي عدم مشروعية الدستور الذي أقـّر هذا الشكل من اشكال الحكم ، لذا فنحتاج الى اتفاق على تعديل الدستور والاستفتاء عليه لكي يكون حديثنا سواء بالنسبة للفيدرالية او غيرها متوازنا وغير مخالف للدستور الذي علينا ان نحترمه. واضاف: انا لست من المنادين بالفيدرالية او الداعين لها لكني ارفض تناولها بهذه الطريقة وكأن المطالبين بها قد اقترفوا خطيئة او جرماً في حين ان الدستور قد منحهم هذا الحق . وبشأن فهمه للاجتثاث تمنى هذا الرجل البسيط لو ان الحكومة قد اجتثت قبلاً قوانين وثقافة وعقلية النظام السابق التي وكما وصفها ما زالت تحكم تصرفات البعض منا، عندها يمكن القول اننا فعلاً قد دشنا عهداً ننعم فيه بالعدالة والحريات واحترام الآخر .وقفت استمع لكلمات هذا المواطن الصادقة وأقارنها مع تصريحات آخرين اعتادوا ان يلبسوا لون وشكل النظام في كل زمن ومكان , ومنهم من كان يتسابق على تنظيم الفعاليات لنصرة وانشاء الجمعيات كجمعية الوفاء للقائد لكنه لا يتورع عن إلصاق تهم الخيانة وتنفيذ الاجندات الخارجية لآخرين كل ذنبهم انهم اعترضوا بشكل سلمي ولم ينشدوا لغير العراق الذي احبوه بصدق ، ولم املك الا ان اقول ( انا لله وانا اليه راجعون ) على زمرة اجادت ان تنعق مع ناعق ، مفضوحة التصرف والفعل لذا فهي لم تحظ يوماً بحب المواطنين ولا احترامهم وهذا هو حال كل المنافقين .
كردستانيات: هذه الجمعة
نشر في: 18 نوفمبر, 2011: 06:58 م