عن: لوس انجلس تايمز رغم ان بعض العراقيين يخشون من ان انسحاب القوات الاميركية قد يؤدي الى المزيد من عدم الاستقرار، الا ان آخرين – خاصة اعضاء البرلمان الذين تم انتخابهم بعد التحول الديمقراطي الذي حققه الاميركان - يفضلون الانسحاب السريع لهذه القوات و يعتقدون انه كلما اسرعت القوات الأميركية بالمغادرة كلما كان ذلك افضل.
لقد خدم اكثر من مليون اميركي في العراق، خسر 4500 منهم حياته، و اليوم يبعث اليهم العراقيون رسالة تقول : ارحلوا الى بلادكم. بعد ثمان سنوات من سقوط صدام على يد القوات الأميركية، فليس هناك الكثير من الحماس لدى الشعب العراقي لصالح بقاء الاميركان. اما في الولايات المتحدة فان الجدل يدور الان حول احتمال اهتزاز الامن بعد مغادرة القوات الأميركية. فالمؤيدون لبقاء الوجود الاميركي في العراق يزعمون ان عدد القوات، مهما كان صغيرا، يمكن ان يوازن النفوذ الإيراني المتنامي في العراق منذ بداية حكم صدام و منذ ظهور الحكومة التي تربطها بطهران علاقات وثيقة. مع ذلك، ففي العراق الكثير ممن يقرنون الوجود الاميركي بعدم الاستقرار و العنف و يشككون بدوافع الصراع الذي كلف حياة اكثر من مئة الف عراقي. هؤلاء المنتقدون يرون ان القوات الاميركية هي السبب في هجمات المليشيات. قال احد اعضاء التحالف الوطني الذي يضم كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي بان العراقيين " يشكرون " الدور الذي لعبته الولايات المتحدة و غيرها من الدول في اسقاط صدام، الا ان مسؤولا آخر اضاف بان الاميركان " قد دفعوا البلاد الى حافة الحرب الاهلية". و ذكر سعد المطلبي " كان الاميركان جزءا من السبب الذي يكمن وراء التوتر العرقي و الطائفي في العراق ". لم يكن الشيعة متحمسين للقوات الاميركية، الا ان السياسيين البارزين في الكتل السنية و الكردية الذين سبق ان رحبوا يوما ما بالوجود الاميركي، يتفقون اليوم ايضا على ضرورة مغادرة القوات الاميركية. فالقائمة العراقية التي يرأسها اياد علاوي قد صوتت ضد تمديد بقاء هذه القوات الى ما بعد نهاية العام. حيث قال عمر الجبوري، احد اعضاء القائمة، بان الافضل لواشنطن ان تدعم العراق من خلال الاقتصاد و القنوات الاخرى و ليس بالوجود العسكري الذي يبدو واضحا رأي الشعب العراقي فيه. حتى البرلمانيون من اقليم كردستان – الذي رحب بالقوات الاميركية عام 2003 – ليسوا متحمسين للوجود الاميركي. يقول محمود عثمان من التحالف الكردستاني " الوجود الاميركي ليس شرطا لحل مشاكلنا. انهم متواجدون هنا منذ سنوات و مازالت هناك مشاكل في العراق". لقد سعت الولايات المتحدة الى اتفاقية لابقاء قوة عسكرية صغيرة من اجل الاستمرار بتدريب القوات العراقية و تقديم المشورة لهم، الا ان هذه الاتفاقية تعثرت بسبب اصرار واشنطن على منح الاميركان المتبقين حصانة من القانون العراقي، و رفض العراقيين لذلك. يقول فراس الفرطوسي، مقاتل سابق في جيش المهدي التابع للتيار الصدري " شعرت بالسعادة عند سماعي بان الاميركان سيغادرون، لقد دمروا بلدنا و خلقوا التوترات بين العراقيين ". كما هدد التيار الصدري بتجدد الهجمات على القوات الاميركية اذا لم تغادر. مع كل ذلك فمازال هناك من يدعم بقاء الاميركان. يقول علي الجاف، احد الناشطين المؤيدين للديمقراطية، بانه قلق حيث بدون التأثير الأميركي المباشر يمكن ان تتفجر انتهاكات جديدة لحقوق الانسان ". و يقول المهندس رعد حسين من مدينة الصدر ببغداد بانه يخشى من عودة " الملثمين الذين يرتدون السواد" و هو مشهد كان مألوفا خلال أسوأ اعمال العنف الطائفي الذي مزق البلاد، و يضيف " اعتقد اننا سنندم على مغادرة الاميركان". مثل هذه الآراء لا تعتبر جزءا من السياسة الرسمية للحكومة العراقية. يقول علي الدباغ، الناطق باسم الحكومة العراقية، ان الامن " من مسؤولية العراقيين" و ان حكومة بغداد حريصة على تحقيقه " لا يمكننا ابقاء قوات اجنبية في بلادنا ". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ذكر في كلمة له بعد فشل التوصل لاتفاق بين الجانبين الأميركي والعراقي حول بقاء قوات أميركية في العراق بعد نهاية العام الجاري، مطلع الاسبوع الحالي، إنه بعد تسع سنوات، فأن حرب أمريكا في العراق ستنتهي.وأضاف معلناً عن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق بنهاية العام الجاري: "اليوم يمكنني أن أقول إن قواتنا في العراق ستقضي بالتأكيد عطلات الأعياد في البلاد". وقال إن الشراكة الجديدة مع العراق ستكون "قوية ودائمة" وإن الولايات المتحدة ستواصل الاهتمام بمصالحها في عراق قوي ومستقر بعد مغادرة القوات الأميركية منه.وتابع أن إنهاء الحرب في العراق سيقلص عدد عناصر القوات الأميركية المنتشرين في العالم، ويقلل من الضغوط على أسر وعائلات الجنود ويساعد في بقاء الجيش الأميركي "الأفضل في العالم".جاء ذلك بعد وقت قصير على تصريح مسؤول أميركي بأن كل القوات الأميركي
العراقيون متلهفون لمغادرة الأميركان

نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 07:31 م









