عامر القيسي انطلقت دعوات لتأسيس مجلس وزراء استشاري من الوزراء السابقين . وهي واحدة من الحلول الفاشلة مقدما لأزماتنا المستعصية والمركبة فيما لو تمت الموافقة على هذه الدعوات . والدليل ان هؤلاء المستشارين من الوزراء السابقين والشعب برمته مازال يتذكر الانجازات الكبيرة لهم على مختلف المستويات ،
وهو اليوم يتحسر على ذهابهم الذي تم بسبب صفقات سياسية منها المعلوم ومنها المستور . والشعب ايها السادة اصحاب مثل هذه الدعوة سيخرج عن بكرة ابيه الى الشوارع ليدعم تفتق أذهانكم عن هذه الحلول السحرية ، وسيبقى معتصما حتى تحقيق مطالب دعواتكم النزيهة والملهمة حقا لانقاذ الشعب من هذه الحكومة التي لعبت بحالنا لعبا اتسم بالكثير من الفوضى وانعدام الخبرة وغرق البلاد في الفساد المالي والرشوات وتبديد المال العام ، نعم نريد مستشارين سابقين لكي نكمل الغرقان " غطّة" . يقول احد البرلمانيين ، ان الحكومة لديها عدد كبير من المستشارين ، اذ يوجد لكل وزارة مجموعة من المستشارين وبعضهم فائض عن حاجة الحكومة فلا يوجد مبرر للزيادة حتى لو عرضوا خدماتهم مجانا . جيد . لدينا اعترافات بان كابينة الوزارات متخمة بمستشارين فائضين ونزيد نحن ، لا يفرقون بين الناقة والجمل ، ولا نتجنى على اي منهم ، لان النتائج هي المعيار الحقيقي لنجاح اي عمل أو خطة ، سواء كانت بمئة يوم أو باربع سنوات فلقد شبعنا واتخمنا افكارا عقيمة أدت الى تعميق الازمات وتعقيدها وليس حلّها أو التخفيف منها على اقل تقدير !سائق تكسي قال وهو يستمع الى الخبر من احدى الاذاعات " كملت السبحة أكو من الجماعة بعدهم بلا كراسي هي بقت على هاي " تعليق شعبي عفوي لكنه صادق وحقيقي وفهم عميق لطبيعة المطالبات الجارية في المسرحية السياسية لدينا ابتداء من مجلس السياسات ونواب الرئيس وأخيرا بالفطاحل من المستشارين القدامى الذين سيفتحون لنا ابواب الجنة على مصاريعها ان تمت الموافقة على دعوات من هذا القبيل !.علينا اذن ان نستبشر خيرا وان ننسى انهم كانوا في كابينة سابقة مثل اي قطعة اثاث في وزاراتهم ، بل ان بعضهم تدور الشبهات حوله بالتورط بصفقات فساد بالملايين من الدنانير والدولارات وانهم سلموا وزارات لم تقدم شيئا طوال فترة استيزارهم وان معظم الكفاءات هربت الى المنافي الجديدة في عهودهم الميمونة والزاخرة بالرخاء للمتنفذين والحرامية . ومع ذلك علينا الانكون جاحدين بحقهم وان نمنحهم فرصة جديدة للمساهمة في بناء البلاد واعمارها ومحاربة لصوص المال العام .ابشر عزيزي المواطن وتحمّل فما هو الا زمن بين رمشة عين واخرى حتى يتدفق عليك الخير الكثير وتنسى الايام السود سواء من العهد المقبور او من الذي بعده ، انس وتذكر فقط المستقبل القادم على يد المستشارين القدامى – الجدد الذين لايستطيعون ان يقدموا مشورتهم وافكارهم النيرة للحكومة الا من خلف المكاتب ، فهناك تحلو الاقامة وتتفتق الاذهان وتأتي الحلول من حيث لاندري ولا نحسب . اصبر وصابر وانتظر معجزات مستشاري الازمات . .. والله من وراء القصد .
كتابة على الحيطان : أزماتنا في طريقها إلى الحل!
نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 07:33 م