 الناصرية / حسين العامل اثار تزايد حالات الانتحار بين الشباب والنساء وتورط الشباب في ارتكاب جرائم القتل في ذي قار المزيد من القلق بين الاوساط الشعبية داعين في الوقت ذاته الى معالجة دوافع الانتحار وانشاء مستشفى تخصصي لمعالجة الامراض النفسية التي تواجه الشباب وتدفع بالعديد منهم الى الانتحار .
 ورد الشاب علي حسين 30 عاما دوافع الانتحار الى تفشي البطالة وارتفاع معدلات الفقر وقلة فرص التعيين امام الشباب عموما والخريجين خصوصا، مشيرا الى ان الضائقة المالية التي يمر بها الشباب ولا سيما المتزوجين منهم تجعلهم عاجزين عن مواجهة الضغوط الحياتية والمتطلبات الاسرية وبالتالي تدفعهم للانتحار في ظل غياب المعالجات الحكومية الحقيقية لمشكلة البطالة ، واضاف هذا فضلا عن ضعف اداء المؤسسات الصحية والبحثية التي من شانها ان تعالج حالات ودوافع الانتحار بين شريحة الشباب . وكانت محافظة ذي قار قد شهدت خلال الاسبوع الحالي سلسلة من حالات الانتحار وجرائم القتل من بينها اقدام شاب على تفجير مركز للشرطة برمانة يدوية بعد مشاجرة مع احد افراد الشرطة واقدام احد الاشخاص على الانتحار بعد ان قام بقتل زوجته وصديقتها في ناحية قلعة سكر شمال الناصرية وحالة انتحار اخرى قام بها احد نزلاء السجن الاصلاحي في الناصرية.  وفي ذات السياق اعلنت الشرطة النهرية في ذي قار مطلع الشهر الجاري عن تزايد ملحوظ في محاولات الانتحار والغرق في نهري الفرات والهولندي .وذكر مصدر في الشرطة النهرية ، لشبكة اخبار الناصرية المحلية إن الدوريات النهرية انتشلت منذ بداية العام الحالي  وحتى الآن 25 جثة من النهرين المذكورين، بينها جثة امرأة ، في حين أحبطت 37 محاولة انتحار بينها محاولتا انتحار لامرأتين . وأوضح ان هذه الأعداد تمثل زيادة واضحة في محاولات الانتحار والغرق مقارنة بما تم تسجيله خلال العام الماضي  حيث انتشلت 22 جثة وأحبطت ست محاولات انتحار فقط .فيما اشارت مصادر اخر في شرطة محافظة ذي قار إلى رصد زيادة ملحوظة في حالات الانتحار في المحافظة خلال العام الجاري 2011 وخصوصا بين النسوة مقارنة بالأعوام السابقة . وذكر مصدر امني في شرطة المحافظة لشبكة اخبار الناصرية  إن حالات الانتحار بلغت حتى الآن 12 حالة بينها سبع حالات انتحار بين النساء وخمسة بين الرجال ، في زيادة عما سجلته الأعوام السابقة . وأشار إلى إن حالات الانتحار تنوعت وسائلها حيث سجل بينها ثلاث حالات رميا بالرصاص ومثلها شنقا بالحبال وأربع حرقا ، عازيا الأمر في معظم تلك الحالات إلى التأثر بالمسلسلات المدبلجة والظروف المعيشية والاجتماعية الصعبة. ودعا الجهات المتخصصة إلى دراسة هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها والعمل على الحد من انتشارها في المحافظة .ومن جانبه قلل المواطن خليل محمد مما يشاع حول  تأثر الشباب المنتحرين بالمسلسلات التركية المدبلجة  عازيا دوافع الانتحار إلى جملة من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي اشاعت اجواء قاتمة من اليأس في نفوس الشباب مؤكدا لجوء العديد من الشباب والمراهقين إلى تعاطي الحبوب المخدرة بفعل ذلك . وحذر محمد من بشاعة الجرائم التي ترتكب تحت تأثير العقاقير المذكورة داعيا في الوقت ذاته للاهتمام بشريحة الشباب عبر تأهيلهم والنهوض بمستوى وعيهم  وتامين فرص العمل المناسبة لهم. وتقدر معدلات الفقر في محافظة ذي قار بحسب تقرير نشرته وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية في نيسان 2010 بـ 34% وهي أعلى من معدلات الفقر في عموم العراق بنحو 11% حيث يبلغ معدل الفقر في عموم العراق وفق التقرير الذي اعده الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات  23%.