TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت المجهر: الآباء والأمهات.. أولادنا في خطر!

تحت المجهر: الآباء والأمهات.. أولادنا في خطر!

نشر في: 18 نوفمبر, 2011: 07:11 م

 د. معتز محيي عبد الحميدقصة الفتاة التي لم يتجاوز عمرها الثالثة عشرة والتي غرر بها شاب يكبرها بعشرات السنين ، واستطاع في غفلة وإهمال من والديها أن يسلبها براءتها ويحطم أحلامها الوردية على صخرة غرائزه الوحشية ، بدأت عن طريق المحادثة الالكترونية عبر الانترنت وانتهت بمأساة ضحيتها تلك الفتاة المسكينة .. هذه القصة قد تتكرر في العديد من البيوت التي يعتقد أصحابها أنهم يسايرون التطور وعصر التكنولوجيا ويسمحون لأبنائهم – وخصوصا القاصرين – باستخدام الانترنت والإبحار عبر مستنقع المواقع دون رقابة ،
 ودون إدراك لخطورة هذه التقنية التي يمكنها أن تدمر جيلاً من الشباب بأكمله إذا أسيء استخدامها وانحرفت عن أغراضها الأساسية .. فبالرغم من أهمية الانترنت في حياتنا ، إلا أن ذلك لا يعني أن نترك لأبنائنا الحبل على  الغارب ، ونسعد ونفاخر أمام الآخرين لكونهم يجيدون استخدامه ، فقد تنقلب سعادتنا الى تعاسة لان هذه التقنية وما يتبعها قد تتحول من اداة مفيدة إلى سلاح خطير ومدمر ليس على الأبناء فقط وإنما على المجتمع بأكمله .هناك الكثير من القصص اليومية نسمعها من شباب وبنات في عمر الزهور تراجع مستواهم الدراسي وتحصيلهم العلمي فجأة ، وأصبح استخدام الانترنت والمحاثات ( الجات ) بالنسبة لهم كالإدمان ، حتى أنهم قد يقضون الليل بطوله وهم يبحرون من موقع إلى آخر على الانترنت إلى أن يجدوا ضالتهم ، وهنا تبدأ المشكلة ، الأب والأم في غفلة ، أو قد يكون ذلك على مرأى منهما ولكنهما مشغولان بأمور أخرى، أو أنهما يجهلان ما يحدث داخل الجهاز، ويقع الأبناء في المحظور بعد أن تتطور المحادثات إلى نوع من الغزل ، ثم إلى موعد غرامي .. وهكذا ، وليس هذا فحسب ، فالمشكلة لا تنحصر في أن يكون طرفا المحادثة شاباً وفتاة ، وإنما قد يتعرف الشاب والفتاة إلى شبان وفتيان في نفس جنسهم ، وهنا قد يكون الخطر اكبر إذا كان أحد الطرفين من رفقاء السوء ويجر الطرف الآخر إلى عالمه بعد أن يكون قد سيطر عليه بأفكاره السلفية او الإرهابية ، والله وحده بعد ذلك يعلم أي منزلق سوف ينساق إليه أولئك الشباب والبنات . من خلال الحوادث اليومية واعترافات المجرمين والإرهابيين .. لا استبعد بل اجزم أن هناك منظمات وعصابات دولية إرهابية متخصصة وموجهة، هدفها الرئيس تجنيد الشباب عن طريق المحادثات الالكترونية لأهداف تخدم ترويج وسائل استخدام الإرهاب والعنف وغيرها ، ولا تتورع في تدمير وتسميم أفكار أولئك الشباب عن طريق إغراءات لا حدود لها ، لذا فأن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة جادة من قبل المسؤولين والإباء والأمهات كافة ، فالموضوع أخطر وأبعد من مسألة اغتصاب براءة طفلة ، لأنه يمس شريحة كبيرة من الأبناء تمثل أساس المجتمع قد تصاب بمرض تسمم الأفكار الهدامة والضياع ، وقد آن الأوان لتوعيتهم بخطورة إساءة استخدام هذه التقنية، وتوجيههم نحو الطريق الصحيح ، فلا مانع من أن يستخدم أبناؤنا تقنيات الانترنت والإبحار في عوالم المعرفة ، فهو عصب العصر ولغته ، وكما أن هناك أشياء ضارة يحويها، هناك عالم هائل من المعلومات والأشياء المفيدة التي بتوجيه بسيط ومراقبة موضوعية من قبل الآباء على أبنائهم يمكنها أن تتحول إلى كنوز معرفة في متناول اليد ولا تقدر بثمن، وحتى المحادثات ( الجات ) لا مانع منها إذا وظفت بالشكل الصحيح ،وقد تصبح هادفة وبناءة إذا عرف أبناؤنا كيف يديرونها، ومتى يضعون خطوطاً حمراء يمنع تجاوزها أو تخطيها . أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى كل أب وأم وولي أمر تهمه مصلحة أبنائه ، فإلقاء نظرة سريعة بين الحين والآخر ومراقبة ما يحدث بين الأبناء وأجهزة الكمبيوتر قد يطفئ فتيلاً من شأنه أن يشعل ناراً تحرق البيت بأكمله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram