أربيل/سالي جودت ظاهرة جديدة تلفت الأنظار وتصغي لها الآذان كل صباح في مناطق اربيل السكنية , فبدلا من ان تستيقظ على الاصوات المزعجة لرنين ضرب قطعة حديد باخرى ، او اصوات المزامير الهوائية العالية لانبائك ان بائع الغاز موجود في منطقتك وقريبا من بيتك .تنبعث اغاني فيروز وموسيقاها من سيارات بائعي الغاز الحكوميين ، ولكل بائع غاز أغنية خاصة لفيروز ، من يسعدك صباحك صباح الخير اسطة عطية الى الإيقاعات الراقصة للدبكة اللبنانية المشهورة الى طلبات اغنية دخلك ياطير الوروار .
يقول كاكه ابراهيم بائع غاز في منطقة برايتي "42 سنة " : هذه الظاهرة جديدة في اربيل ,بعد ان كنا نستخدم مزمار السيارة والطرق بقضيب الحديد على قناني الغاز اليوم اصبحنا نطلق الموسيقى واغاني فيروز دلالة على وجودنا في تلك المنطقة او الحي ,وقد كلفنا من مسؤولينا ان نستخدم الاغاني والموسيقى واعتقد ان المواطن احب هذا النوع من التغير والكثير قاموا بتشجيعنا ,كما ان استخدام الموسيقى والغناء يجعل المواطن قادرا على التمييز ما بين سيارات بيع الغاز الحكومي والأهلي . انا مستمتع جدا بهذه الظاهرة الجديدة فالأغاني التي اسمعها في الصباح تريحني انا وافراد اسرتي وانا شخصيا ارنم مع اغاني فيروز في الفترة التي يمر فيها بائع الغاز من امام بيتي ويضيف المواطن انور ,سابقا كانت الاصوات الصاخبة والطقطقات تشنج اذاننا ,هذه الظاهرة جميلة تدل على رقي وتطور المجتمع واني جدا سعيد بذلك.ويعتقد سامان انه لشيء جميل ان نسمع موسيقى بدل الاصوات الصاخبة التي كان بائعو الغاز والنفط يستخدمونها كالطرق على القناني او المناداة باصوات عالية او استخدام اصوات المزامير ,وهذا شيء غير حضاري ربما يوجد هناك شخص نائم او مريض وتلك الاصوات تسبب له ازعاجا . نتمنى ان يستخدم جميع بائعي الغاز والنفط الموسيقى والغناء بديلا عن الاصوات الصاخبة لرنين الحديد المزعجة . وقالت شانا ربة بيت: كنت سابقا لا اعلم ان كانت هذه السيارات لبيع الغاز الحكومي ام الاهلي ,حيث كنت اضطر لايقافه ,اما اليوم فعند سماعي هذه الاغاني اعلم انها لسيارات بيع الغاز الحكومي وهذا شيء مفيد جدا خصوصا في فرق السعر. وترى المواطنة مجدا ان هذه ظاهرة حضارية جميلة جدا وياحبذا لو شملت اصحاب السيارات والعربات الاهلية لبيع الغاز والنفط بموسيقى مختلفة تميزهم عن اقرانهم بعيدا عن الطرق واصوات المزامير العالية . البداية كما يقول موظف في دائرة المنتجات النفطية في اربيل هو مقال نشرته احدى الصحف في بغداد اقترح الموسيقى والغناء بديلا عن رنين الحديد واصوات المزامير المزعجة في شوارع بغداد التي يحدثها بائعو الغاز والنفط في البداية كانت الفكرة موضع تندر وكانت البداية مفاجأة للأهالي ، وحسب فرهاد وهو بائع غاز في منطقة تيراوه فان الناس في البداية استغربوا واعتبروا الموضوع نوعا من المزاح أو برنامج تلفزيوني مثل الكاميرا الخفية ، لكن في النهاية استساغ الناس هذه الظاهرة وشجعوها بل ان احدى ربات البيوت طلبت مني اغنية لفيروز هي " دخلك ياطير الوروار " وعندما سألتها عن السبب قالت " ابني مسافر للدراسة واشتاق اليه دائما وهذه الاغنية اسمعها باستمرار "
فيروز تتجول في شوارع أربيل!

نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 07:37 م