معاذ عبد الرحيم دهش المواطنون، واسترعى انتباههم قول رئيس اركان الجيش العراقي، بان الجيش لا يستطيع حماية اجواء العراق، قبل حلول عام 2020، ذلك يعني في ما يعنيه، ان وطننا سيبقى مهددا بسمائه، وربما حتى بارضه، حتى ذلك الحين، ومثل هذا القول، او التصريح الذي نقلته مباشرة اجهزة الاعلام على امواج الاثير، وعلى شاشات التلفزيونات، لم يصدر عن ضابط صغير، او مواطن بسيط، لا دراية له بالامور العسكرية، بل صدر عن رجل مسؤول مسوؤلية كبيرة عن كل ما لدى الجيش العراقي،
من امكانات عسكرية لدى جميع اصناف ومفاصل القوات المسلحة، وعن رجل محترف لاهاو من هواة التصريحات، وما اكثرهم في الايام هذه. وأما هذا الوضع الخطير الذي اشار اليه رئيس الاركان، يحمل ليس الحكومة وحدها مسؤولية وطنية، بل أيضا كل مواطن عراقي يسكت على هذا التصريح وما يترتب عليه من مسؤوليات ومخاطر جمة، وذلك من خلال من أولاهم ثقته من اعضاء مجلس النواب، الذين لا ندري هل اخذوا تصريحات رئيس اركان الجيش مأخذ الجد ام نظروا اليها كما نظروا الى تصريحات كثيرة كان يطلقها الوزراء والمسؤولون عن البطاقة التموينية ومفرداتها التي ستصل الى المواطنين كاملة مسلفنة. اننا نتمنى على اخوتنا وربما ابناءنا في مجلس النواب الا يفوتوا الفرصة على المواطنين ازاء هذا التصريح الخطير من لدن رئيس اركان الجيش، بل يبادروا الى استضافة ولا اقول استدعائه الى مجلسهم الموقر ليشرح ويبين لهم حقيقة ما صرح به، ويبسط لهم او يضع امامهم بالتفصيل ما هو عليه الجيش العراقي من امكانيات وما يحتاجه من وسائل مثالية، ليحمي حدود وارض الوطن، مما يتحدره من مخاطر اليوم ودواهي الغد.. ويقينا ان العراق بما يملكه من ثروات وكفاءات ابنائه العسكرية بمستطاعه اختصار المدة التي اشار اليها رئيس الاركان، من عام 2020 الى عام 2015، او 2016، فالوضع في الشرق الاوسط يتفاقم ويزداد خطورة، وقد ينفجر في بحر سنوات قليلة، خاصة وان اسرائيل تهدد بشن هجوم جوي على ايران، التي صرح قادتها العسكريون بانهم سيشعلونها نارا حامية اذا تحقق تهديدها وقد لا يقتصر لهيبها على الكيان الصهيوني، حسب بل على المنطقة برمتها.. كذلك كشفت التقارير الصحفية والاعلامية مؤخرا، عن وجود خطة امريكية بريطانية، للبدء بهجوم عسكري مشترك، يباغت ايران، جوا وبحرا وارضا، مما جعل القادة العسكريين الايرانييون يصرحون بان ذلك لو تم فعلا فأنهم سوف يردون ردا صاعقا، على القوات الامريكية البريطانية، التي لم يقتصر تواجدها على واشنطن او نيويورك او لندن، او مانشستر، بل في قواعدها المنتشرة في دول الخليج العربي، التي سيكون استهدافها سريعا لقربها من ايران، واذا ما ارادت ايران ان تصيب اصابة شديدة الدول الغربية وامريكا بضربة ماحقة فانها ستحرق آبار النفط، في المنطقة، وقد لا يكون العراق بعيدا عن هذه المحرقة.. ولسنا من الغلاة في ما ذهبنا اليه وانما اعتمدنا على تصريح ادلى به احد القادة العسكريين الايرانيين بقوله ان ايران حددت سبعين موقعا عسكريا واستراتيجيا في عموم المنطقة ليقوم الجيش الايراني بتوجيه نيرانه اليها فورا عند بدء أي هجوم من قبل امريكا على اراضيها.يجب ان تنتبه حكومتنا ومجلس نوابنا وقادة جيشنا الى مثل هذه التصريحات والتقارير الصحفية فلربما لا تكون اضغات احلام، خاصة وان قادة إسرائيل لا يزالون يحرضون ويؤججون لهيب النار، وما فعلوه بالعراق عندما قصفوا منشآته النووية ليس زمنه بعيدا هنا كما ان العدوان الفرنسي البريطاني الاسرائيلي على مصر عام 1956 ليس ببعيد هو الاخر، وقد يتكرر هذا السيناريو على ايران هذه المرة.فليلتفت حكامنا الى تصريحات رئيس اركان الجيش ويقدروها بمراتب جيشنا العراقي، الى مراتب القوة والمنعة في بحر سنين قليلة، قبل أن تصيب عراقنا داهية من دواهي دعاة الحروب من قبل اسرائيل ومن يقف وراءها من الدول الغربية. فطبول الحرب بدأت تدق، وقد ملأت اصواتها اجواء الشرق الاوسط والعراق من بين دوله اليس كذلك ياسادة يا كرام.. اما يكفينا لغوا وتنابزا بالالقاب! حتى وصل الامر بنا ان دويلة صغيرة تهددنا وتقضم بين الحين والآخر جزءا كبيرا من اراضينا.
طبول الحرب.. تدق
نشر في: 13 نوفمبر, 2011: 08:43 م