TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > على هامش الصراحة:قضايا الرأي العام

على هامش الصراحة:قضايا الرأي العام

نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 06:43 م

 إحسان شمران الياسري متى تصبح قضية ما، مثار اهتمام وانشغال عدد كبير من الناس، خصوصا إذا لم يكن بينهم توافق مسبق بشأنها، تكون قد تحولت إلى قضية رأي عام. والرأي العام في الأصل مصطلح غربي تم استخدامه من قبل الأنظمة السياسية الديمقراطية التي كان يحلو لها التحدث عن الرأي العام باعتبارها تُعبّر عن رأي الجمهور وليس عن رأيها.
وعن الرأي العام، يقول جيمس برايس: انه اصطلاح يستخدم للتعبير عن مجموع الآراء التي يُدين بها الناس إزاء المسائل التي تؤثر في مصالحهم العامة والخاصة. ويعرّفه ليونارد توب: بأنه يشير إلى اتجاهات وأفكار الناس حول موضوع ما حينما يكونون أعضاء في نفس الجماعة الاجتماعية.ويقول فلويد البرت: إن الرأي العام تعبير صادر عن مجموعة كبيرة من الناس عمّا يرونه في مسألة ما، إما من تلقاء أنفسهم أو بناء على دعوة توجه إليهم تعبيرا مؤيدا أو معارضا لحالة معينة أو شخص معين أو اقتراح ذي أهمية جماهيرية، بحيث تكون نسبتهم في العدد من الكثرة والاستمرار كافية للتأثير على أفعالهم بطريقة مباشرة تجاه الموضوع محل الرأي.أما جيمس يانج فيقول: الرأي العام هو الحكم الاجتماعي الذي يعبر عن مجتمع واع بذاته وذلك بالنسبة لمسألة عامة لها أهميتها، على أن يتم الوصول إلى هذا الحكم الاجتماعي عن طريق مناقشة عامة أساسها العقل والمنطق، وأن يكون لهذا الحكم من الشدة والعمق ما يكفل تأثيره على السياسة العامة. ويعتقد البعض إن قضايا الرأي العام لا تكون إلا عندما تغطيها وسائل إعلام فاعلة، وتنظم القنوات الفضائية مناظرات بشأنها مع السيد (عبد الباري عطوان) أو السيد مهدي أو السيد (روبرت ساتلوف)، أما القضايا التي تواجهها وتنشغل بها الأغلبية الصامتة الساكنة في الحواري والأزقة والتي تستخدم الطرق الخارجية وتتعاطى مع نقاط التفتيش وتفزعها إجراءات المساءلة والعدالة التي تطول أحيانا بعض المساكين الذين لا ذنب لهم، إلا لان آخرين يمكنهم كتابة تقرير وأداء يمين، فلا يراها من يُفترض أن يراها.. وقضايا الرأي العام، مثل بعض الأشخاص الذين خلقتهم الفضائيات، فتسيّدوا علينا وأصبحوا مسؤولين وناطقين رسميين، فنحن لا نهتم بأية قضية إلا عندما تمتشقها الصحافة والتلفزة، ويُديرها سياسي أو حزب لمصلحته، فَيُسخّر الفضائية التي يمتلكها للتنديد بالحكومة أو بحزب آخر أو بمؤسسة، ونحن نُصدق هذيان المسؤول وبكاءه على تلك القضية أو على شريحة المشمولين.. وما أن ينتهي العرض، ويستوعب الناس (الطُعم)، فإذا صاحبنا في فندق الرشيد يعقد مؤتمرا صحفيا عن مسألة أخرى لا صلة لها بالمسألة (موضوع البحث)..وإذا عدنا إلى ما تقوله الصحافة وبقية وسائل الإعلام، نجد أن عشرات القضايا التي ترقى إلى أن تكون قضايا رأي عام، قد مرت مرور الكرام على من يعنيهم الأمر ولم يأبهوا بها لمجرد أن فضائيات بعينها لم تغطها، أو (تنبش فيها).. أما صحافتنا الوطنية، وفضائياتنا فلا تأثير لها، ولتهتف إلى الصباح دون أن يسمعها أحد.وللحديث بقية..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram