إحسان شمران الياسريرحمك الله يا قائل هذا المثل العجيب (تموت الكحيلة من بخت الچلاب)، فليس في هذا العالم من يقوى على رؤية (الكحيلة)، وهي أصيلة (الخيل) وابنة أبيها (كحيلان)، وقد صارت طعاماً للهوام والكلاب بعد أن كانت في المنزلة الرفيعة، تحيطها رعاية (خيّالها).. ليتني أتخيّل أماني (الضواري) وهي تنتظر لحظة موت (الكحيلة)، لتتحول إلى مجرد (جيفة)..
إن مثال (الكحيلة) التي تنتهي لهذا المصير، (كوم) لحم وموسم لاحتفال الضواري والكلاب، هو مثال لليأس الذي يصيبنا ونحن نرى أمانينا ورموزنا ومن نثق بهم، وكل شيء جميل، يموت من بخت (الچلاب)، الذين يصنعون معاناتنا بترتيب الأمور بحيث تنحصر المناخات المتاحة لقيمهم فقط.. أما الجَمال والعِفّة، فتنزاح جانباً، وقد تموت مثل (الكحيلة)، فينتشر في الأرض والفضاء، وعلى وجه الماء ذلك المتلازم من القيم الرديئة، والناس الذين لا قيمة لهم، ولا ضرورة لهم.. إنها مؤشرات على إن (الكحيلة) قد تموت بفعل فاعل، فينجو الفاعل ويشارك في وليمة المصير الأسود لهذه المخلوقة الراقية.وليتني أنأى بأعزائي عن هذا السواد في الصورة، غير أني أبحث عن ضمانة ألا تموت العزيمة والشرف تحت أحذية الذين يسعدهم ممارسة السحق الظالم لمن هو أفضل منهم وأشرف وأغنى نفسا.. وما لم نأتلف في عداوة مستديمة إزاءهم، فإننا مسحوقون مثل فرس أصيل لم يستطع السارق الظفر بها، فَطَعَنَها حتى الموت!
على هامش الصراحة: تموت الكحيلة..!
نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 06:39 م