عن : لوس انجلس تايمزمع استعداد آخر القوات الأميركية لمغادرة العراق في نهاية الشهر القادم، حذر مسؤولون في البنتاغون و قادة عسكريون من ان ايران ستسارع لملء الفراغ الذي سينشأ بعد خروج القوات الاميركية ما لم تضع واشنطن حدودا لانسحاب قواتها من المنطقة،
و قد اصبح هذا التحذير امرا عاجلا في الاسابيع الاخيرة . ففي العراق و اماكن مضطربة اخرى تقوم ايران بضخ الاموال و الاسلحة بشكل سري في محاولة لتوسيع نفوذها و لكي تستبق التغيرات السياسية التي تكتسح المنطقة منذ بداية الربيع العربي . وجدد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزام بلاده بالانسحاب من العراق نهاية العام الحالي وفقا للاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن، مشيرا الى ان عملية الانسحاب هي وفق المخطط المدروس والمعد مسبقا، وأكد أوباما في خطابه الأسبوعي الذي ألقاه "استعداد الولايات المتحدة لانجاز عملية سحب قواتها من العراق مع نهاية العام الحالي". مشيرا الى ان الولايات المتحدة ستنهي الحرب في العراق مع نهاية هذا العام. والكثير من العسكريين سيرون أفراد عائلاتهم مع حلول أعياد ميلاد المسيح ورأس السنة".وقال أوباما "سيعود أكثر من مليون عسكري أميركي الى الحياة المدنية خلال السنوات الخمس المقبلة".مع ذلك فمازالت طهران تواجه تحديات كبيرة. فاذا ما نجحت قوات المعارضة السورية من اسقاط الرئيس بشار الاسد، فمن المحتمل ان تخسر ايران اقرب حلفائها في المنطقة .من خلال تشديدهم على التهديد الايراني فان مسؤولي البنتاغون يأملون الحصول على دعم في البيت الابيض و في عواصم الحلفاء الاقليميين من اجل زيادة التركيز على احتواء النفوذ الايراني المتزايد ، و هذا الدعم يشمل نقل بعض القوات الاميركية التي ستغادر العراق الى قواعد اخرى في الخليج العربي . يقول العميد كارل هورست رئيس اركان القيادة المركزية الاميركية " لماذا نتخلى عن وجود و استقرار المنطقة لصالح ايران؟ اعتقد ان ذلك امر سيئ من وجهة النظر الاميركية ". لقد خططت القيادة المركزية لإبقاء عدة افواج من القوات البرية في الكويت الا ان هذه الخطط لم تتم الموافقة عليها بعد من قبل الرئيس اوباما، و نفى وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر مبارك الصباح وجود خطط لزيادة عدد القوات الاميركية . بعد حرب الخليج عام 1991 التي جرت من اجل اخراج القوات العراقية من الكويت، أبقت الولايات المتحدة فوجا قتاليا هناك لردع المزيد من اعتداءات صدام حسين. ثم بقي هناك آلاف من الاميركان اللوجستيين بعد اجتياح اميركا للعراق عام 2003 ، فأصبحت الكويت موقعا مرحليا مهما للامدادات و الوحدات المتوجهة للحرب .مقترح القيادة المركزية في ابقاء وحدات قتالية في الكويت مرة اخرى يهدف الى ردع ايران و من اجل ان تكون القوات الاميركية مستعدة للتدخل في حالة نشوب ازمة ما . كما ان القيادة ترسم الخطط لزيادة التواجد البحري الاميركي في الخليج العربي و لزيادة بيع الاسلحة للحلفاء في منطقة الخليج و للقيام بتمارين عسكرية اضافية مع الحلفاء في المنطقة . هذه المقترحات تمثل الخطة التراجعية للبنتاغون بعد ان فشلت المحادثات بين البيت الابيض و العراق حول ابقاء بضعة الاف من القوات الاميركية في البلاد بعد نهاية العام، و من المتوقع ان يوافق اوباما على اغلب هذه المقترحات و ليس جميعها . الا ان مسؤولي البيت الابيض قد ضجروا من اعادة بناء الجيش من جديد بعد عقد من الحرب. لقد اكدت الادارة على انها تنوي استخدام الضغوط الدبلوماسية بدلا من المواجهة العسكرية من اجل تقييد ايران . في نفس الوقت، فان الخروج العسكري الاميركي من العراق يعتبر نصرا لإيران. كما ان الادارة تنظر في تعزيز العقوبات التجارية ضد ايران ردا على ما اسماه البيت الابيض بالتآمر الايراني لاغتيال السفير السعودي في احد مطاعم واشنطن، و نتيجة لتقرير وكالة الطاقة الدولية حول التقدم الذي تحرزه ايران في برنامجها النووي . اساسا اوصى القادة العسكريون الاميركان بابقاء اكثر من عشرين الف مقاتل اميركي في العراق بعد نهاية العام من اجل تدريب الجيش و الشرطة العراقية، كما زعم المؤيدون لهذه الفكرة بان هذه القوة ستكون عائقا امام النفوذ الايراني الذي تحاول ايران بسطه على الحكومة العراقية .يقول المسؤولون العسكريون ان السؤال الان هو ما اذا كانت ادارة اوباما تستطيع ان تحافظ على التوازن مع حكومة المالكي بعد مغادرة كافة القوات الاميركية ، ام سيكون لإيران نفوذ اوسع . يقول مسؤول في المخابرات المركزية " ان انسحاب القوات الاميركية سيخلق فراغا ينبغي ان يملؤه احد ما .و سيكون تركيز ايران على محاولة تعزيز نفوذها بقدر ما تستطيع ". rn ترجمة المدى
البنتاغون متخوف من ظل إيراني بعد الانسحاب الأميركي

نشر في: 14 نوفمبر, 2011: 08:56 م









