في مثل هذا اليوم من عام 1963، توفي الفنان العراقي الكبير ناظم الغزالي، اثر نوبة قلبية مفاجئة لم تمهله دقائق، بعد فترة وجيزة من عودته لبغداد من سفرة فنية لبعض الدول العربية. وكانت وفاته المفاجئة هذه مثار ذهول الحركة الفنية وصدمتها.
ولد ناظم احمد غزال في إحدى محلات بغداد العريقة ( الحيدرخانة) عام 1921 لأسرة متواضعة، وأكمل الابتدائية والمتوسطة فيها، فدخل معهد الفنون الجميلة، ودرس الفنون المسرحية، ثم انتمى إلى فرقة الزبانية، وهي فرقة مسرحية رائدة تألفت من أسماء فنية لامعة كناجي الراوي وحميد المحل وفخري الزبيدي وحامد الاطرقجي وغيرهم، غير أن موهبة الغزالي في هذه الفرقة تجلت في صوته الشجي واتقانه الغناء وفق المقامات العراقية. فانتقل إلى سوح الفن الغنائي وبزَّ أقرانه واشتهر أمره، مؤديا للمقام العراقي بأسلوب عصري محبب للجميع وخرق التقليد السائد بان المقام يقدم للنخبة العرفة بأسراره. ولعل تأثره بأسلوب محمد القبانجي وثورته المقامية واضحا في أدائه. اقترن بالمطربة الكبيرة سليمة مراد في أوائل الخمسينيات، وأكمل على يديها تعلمه لفنون الغناء العراقي الأصيل، وذاعت شهرته كثيرا وعرفته الأوساط العربية، فأحيا العديد من الحفلات الشائقة، التي سجل قسم منها تلفزيونيا، ولعل من محاسن الأيام أن تبقى آثاره الفنية محفوظة في الصدور قبل أجهزة التسجيل الحديثة. لقد أدى ناظم الغزالي اغلب المقامات بطريقة حديثة شجية وألحقها بأغانٍ جميلة لكبار الملحنين العراقيين. لقد كانت النقلة الكبيرة للمقام العراقي علي يد ناظم الغزالي جديرة بالتقدير والتنويه.إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: وفاة ناظم الغزالي
نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 08:48 م