TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :تنجيم سياسي

نص ردن :تنجيم سياسي

نشر في: 13 نوفمبر, 2011: 09:25 م

 علاء حسن مع بدء العد التنازلي لموعد الانسحاب الأميركي ، كشفت معظم الأطراف المشاركة في الحكومة عن قلقها ومخاوفها من تراجع الملف الأمني ، وسط اعتراف رسمي بحاجة القوات المسلحة الى مزيد من الجاهزية والقدرات القتالية لحماية البلاد .
طيلة الأيام الماضية، صدرت تصريحات تشير الى امكانية تنفيذ عمليات ارهابية تستهدف امن المواطنين ، فيما اكدت لجنة الامن والدفاع النيابية وعلى لسان رئيسها النائب  عن ائتلاف دولة القانون حسن السنيد اعتماد ستراتيجية جديدة لادارة الملف الامني ، والسعي لاستكمال قدرات القوات العراقية لمواجهة المخططات الارهابية  بتفعيل الجهد الاستخباري ، وطبقا لتصريحات نواب دولة القانون المتفائلة جدا فان الاوضاع الامنية بعد الانسحاب الاميركي ، ستكون اكثر استقرارا قياسا بالسنوات الماضية ، وهذه الامنية يراها البعض بعيدة المنال ، ولايمكن تحقيقها في ظل خلاف سياسي بين الاطراف المشاركة في الحكومة ، وتاجيل حسم ملفات عالقة ، تحقق مبدأ الشراكة في ادارة البلاد .اجمعت القوى السياسية داخل وخارج الحكومة على اهمية انجاز الانسحاب الاميركي ، وعلى الرغم من هذا الاجماع ، الا انه لم يحقق بعد موقفا موحدا لتجاوز الخلافات ، فالمواقف مازالت متشنجة ، وذات صفة انفعالية ، وصلت الى صراع خفي ، تؤكده لهجة تبادل الاتهامات ، والتلويح بكشف ملفات خطيرة ، تتضمن حقائق عن تورط قادة سياسيين بالسعي لاجهاض التجربة الديمقراطية في العراق .ما تشهده الساحة السياسية هذه الايام من شد واضح جعل العراقيين يفقدون ثقتهم بممثليهم ، فطيلة ثماني سنوات لم تتحقق الوعود ، والانسحاب الاميركي لم يشجع القادة على توحيد مواقفهم ، بل عمق خلافاتهم ، فبرزت المخاوف من هيمنة طرف على حساب اخر ، ولاسيما داخل المؤسسة العسكرية .على الاطراف المشاركة  في الحكومة ان تلجأ الى اسلوب اخر غير تبادل الاتهامات لاثبات حقيقة حرصها على خدمة ابناء الشعب العراقي ،  وامامها امكانية الاستعانة بالمنجمين لرسم السياسة المناسبة للمرحلة المقبلة ، فبعد التخلي عن البرامج  وشعارات التمسك بالمشروع الوطني سيكون المنجم والفتاح فال،  ومن يمتلك موهبة كشف الغيب واسراره افضل من السياسيين في اعطاء صورة واضحة للمستقبل ، وسيتقبلها العراقيون على مضض ، لانها لاتختلف عن الاكاذيب الاخرى.العام الحالي على وشك الانتهاء وفي هذه المناسبة سينشط عمل المنجمين والفلكيين ، وهؤلاء يعرفون سر مهنتهم ، وهي بلا شك ستخضع لاعتبارات سياسية ، فالمنجم الذي يتنبأ باغتيال مسؤول كبير سيقبض مبالغ مالية طائلة من الجهة المستفيدة من هكذا حادث ، اما المنجم الذي يتوقع استقرار الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد ، والقضاء على الفساد المالي والاداري ، فستكون اقاويله مجانية ولا احد يشتريها بفلسين .قبل ان ينتهي العام الحالي على الكتل السياسية والنيابية  الاسراع لحجز منجمها ليكون بديلا عن المتحدث والناطق الرسمي ، وبالامكان الاستعانة بمنجمين من جنسيات اجنبية لان هؤلاء يمتلكون القدرة الكبيرة على قراءة المستقبل ومايتضمنه من احداث ووقائع محتملة غير خاضعة لميول مذهبية او طائفية . ومن بوابة توقعات المنجمين سيدخل العراقيون الى مستقبلهم الزاهر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram