TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: انحطاط سياسي

نص ردن: انحطاط سياسي

نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 09:13 م

 علاء حسن  ابو المولدة وزميله ابو الكيا ، و الغاز والنفط  حققوا حضورا مهما وواضحا   في الحياة العراقية  ، نتيجة تراجع الاداء الخدمي الحكومي ،  فاستحقوا الاشادة والتقدير،  نظرا  لتقديمهم خدمات للمواطنين انقذتهم من الظلام ، ووفرت لهم الوقود ، وكذلك النقل بين منطقة واخرى ، والوصول سالمين الى اماكن عملهم في اوضاع امنية ، تشهد بين اونة واخرى مفاجآت غير محسوبة ، هؤلاء الاباء يستحقون كل الرعاية والاهتمام ،
 ومن المناسب ان ننظر لهم بوصفهم اكثر جدية واخلاصا من مؤسسات حكومية وجهات رسمية ، "ابو المولدة " خفف من اعباء  ازمة انقطاع التيار الكهربائي خلال ايام الصيف الطويل ، فاذعن لشروطه المواطنون ودفعوا له ثمن خدمته باجور مرتفعة ، وبطيب خاطر لقناعتهم بان لابديل لخدماته .يريد العراقي من المسؤول ان ينضم لهؤلاء الاباء ليشعر بان الحكومة حريصة جدا على تلبية مطالبه ومشاغله ، فبعد سنوات طويلة من الحرمان ، وخوض انتخابات تشريعية ،  ووصول ممثلي الشعب للبرلمان ، وتشكيل حكومة منتخبة لم يستطع احد تجاوز ما قدمه اولئك الاباء ، من خدمات وان كانت لقاء ثمن ،  الا انها تركت شعورا لدى  المواطنين بان انتظار الخدمات من الجهات الرسمية ،  يحتاج الى زمن طويل  لغرض توفيرها ، والاسباب معروفة ، لان الاطراف المشاركة في الحكومة،  تجاهلت الاساسيات وانشغلت بالفروع والجزئيات ، ولم تحسم بعد خلافاتها حول تقاسم المناصب ، واعتمدت ما يعرف بالتوازن للحصول على منصب وكيل وزير او مدير عام ، او رئيس هيئة مستقلة ، والتنافس على هذه  المواقع  بلا حدود ومازال قائما على قدم وساق ، لكونه يكتسب شرعيته مما يعرف بالاستحقاق الوطني والانتخابي .النخب السياسية العراقية كثيرا ما تتحدث عن الخطوط الحمر ، وهي لا تتعلق بالمصالح الوطنية والشعبية ، وانما بقضايا اخرى ترتبط بالمكاسب الحزبية والفئوية ، فامن المواطنين ، والموقف الموحد تجاه التحديات الخارجية ، وبناء مؤسسات الدولة خارج تلك الخطوط ، واستخدمها البعض قاعدة لاطلاق اتهاماته ، وفي خضم هذا التراجع المخيف  والانحطاط السياسي ،بحسب وصف نائب سابق ، باتت الحاجة ملحة  لاعلان تشكيل تنظيم سياسي جديد ، يعبر عن الارادة الشعبية ، ونظرا لما حققه "ابو المولدة "من انجاز تاريخي كبير خلال سنوات الظلام الماضية ، فانه يستحق ان يكون امينا عاما للتنظيم الجديد ، وبوصفه يمتلك قاعدة شعبية واسعة،  يستطيع الدخول في الانتخابات المحلية المقبلة ، ومن المتوقع ان يحصل على المزيد من الاصوات ويتفوق على كل  منافسيه من مرشحي الاحزاب الحالية  "الفاعلة "في الساحة العراقية.النائب السابق صاحب وصف "الانحطاط السياسي" لايرى بارقة  امل في تصحيح  مسار العملية السياسية في البلاد  في الوقت الحاضر لاعتقاده بان معظم الاطراف المشاركة في الحكومة تخلت عن شعاراتها وبرامجها  في  بناء دولة المواطنة  ويرى ضرورة تحقيق  اصطفاف جديد  للقوى الديمقراطية ، تأخذ على عاتقها مهمة التصحيح والاستفادة من حالة زعزعة ثقة  العراقيين بالنخب الحالية التي عجزت عن تحقيق حضورها في الشارع مثل "ابو المولدة " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram