إياد الصالحي في اللحظة التي اطلق كابتن المنتخب الوطني يونس محمود كرته الحاسمة من راجمة قدمه التي حباها الله بالقوة والعزيمة منقذاً العراق من ولوجه حسابات مربكة في الجولتين المقبلتين، في اللحظة هذه لجم السفاح افواه المشككين من اصحاب الغرض السيىء بانه وابناء جيله الموهوب اكثر وفاءً للوطن وأنبل وطنية من ادعيائها ممن طاردوه في حملات مشبوهة طوال عامين محاولين اسقاطه من كتيبة الاسود بتهم لا ظل لها على ارض انتمائه للهوية العراقية المخلصة.
بوركت قدمك يا يونس ومن معك ممن وسّعتم أفق حظوظنا في سماء التصفيات المونديالية التي مازالت مرهونة بما تسفر عنه جولتا عمّان والدوحة المقبلتان، فقد كان العطاء اكبر مما نتصور ونرتجي بالرغم من الانتقادات اللاسعة التي طالت المنتخب بسبب بطء الكرة الهجومية امام المرمى الصيني إلا ان ذلك لا يلغي الاصرار الكبير على هز الشباك واختيار الطريق المناسب لرسم تطلعاتنا نحو الدور الرابع الحاسم بعدما عرف السفاح كيف يوظف مهارته ويستجمع قوة ملايين العراقيين بهدف وضع الصينيين في شرنقة اليأس ومنح منتخبنا دفقاً معنوياً هائلاً لمواجهة النشامى ومحو آثار الهزيمة السابقة في هذا الدور تحديداً لاستعادة الفارق والتوازن المنطقيين بين الكرتين.لعل من اهم الرسائل البليغة الاخرى التي وجهها يونس محمود في هذه المباراة انه لم يكن يستحق استبعاده من قائمة افضل لاعبي آسيا تلك اللعبة (السيئة) التي دأب عليها الاتحاد الآسيوي كل عام في انتقاء لائحة من النجوم بحسب الأهواء والمشاعر والمصالح ايضا.. نعم كان هدف السفاح – بصراحة – صفعة قوية لمن اقصاه من الترشيح القاري بعدما اسهمت الضغوط المعروفة للقاصي والداني في تثبيت الاماراتي اسماعيل مطر الذي لم يؤكد سجله الكروي لعام 2011 استحقاقه الترشح، بل العكس كان دوره السلبي مع منتخب بلاده ذا تأثير كبير على فشلها في بلوغ الدور الحاسم ما يعني ان الشللية والتصيد في الماء العكر والضغائن ما زالت ديدن العاملين في لجنة المسابقة داخل الاتحاد الآسيوي الذي سجل حتى في فترة رئيسه السابق محمد بن همام ظلماً واضحاً ضد يونس وزميله نشأت اكرم يوم اختير السعودي ياسر القحطاني افضل لاعب في القارة ضارباً السبق الصحفي لمجلة ( سوبر) عرض الحائط لاسيما بعد ان خصصت غلاف عددها آنذاك صورة كبيرة لنشأت اكرم ومانشيتاً كبيراً " نشأت.. عريس آسيا"!اننا هنا وبعيداً عن النقاط الفنية التي تناولها الزملاء في عددنا لهذا اليوم باستفاضة، نؤكد ضرورة يقظة لاعبي منتخبنا الوطني في المرحلة المقبلة، فما زال اصحاب النوايا الشريرة يطاردونهم اينما حلوا في محاولة لإقصائهم من اية بطولة فما بالنا وان الصراع الآسيوي سيكون محموماً بالتنافس بين الكبار العشرة في الدور الرابع ؟ اذن لابد من تضافر جهود الجميع للحيلولة دون تحقيق ما يبغي اليه اولئك الاشرار ممن تقودهم نوازع خاصة تفيض حقداً وتموت غضباً من رؤية أسود الرافدين يلوحون بأغلى الرايات في سوح البطولات الكبيرة.ودعوتنا موصولة الى مسؤولي الحكومة وبقية المؤسسات الداعمة للكرة العراقية ألاّ يقتصر الاهتمام بالحدث الايجابي والنتيجة السارة فقط وسرعان ما ينتهي بأقرب اخفاقة لا سمح الله، فالرياضة العراقية بحاجة الى المزيد من الرعاية والتحديث على صعيد المنشآت لتواكب بقية الدول المجاورة في الاقل، ولا ننسى ان المنتخبات الوطنية هي شرايين الانجاز لرياضة العراق ولن تحيا بمشاعر الفرح والوعود والبشائر والتهاني الهاتفية!إن من يريد النصر في المونديال ومواقع التحدي الرياضي الاخرى عليه ألا يبخل بالمال فذلك اضعف الايمان لشد البطل العراقي نحو تخوم المجد والبطولة.
مصارحة حرة :السفاح يلجم الأفواه
نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 07:44 م