الصورة الأولى : تتصفح الصغيرات في المدرسة الابتدائية كتب التربية الاسلامية ،والعلوم ، والتي تشدد في معظم صفحاتها الاولى على صور النظافة وغسل اليدين قبل وبعد الأكل ، والحفاظ على سلامة البدن ، وضرورة الاهتمام بالمرافق الصحية.
الصورة الثانية : تدخل الصغيرة من باب البيت بعد انتهاء الدوام ،بخطوات لا تسمع ، ترفع قدميها لتخلع حذاءها ، تحرص على الا تراها والدتها،التي اكملت قبل دقائق تنظيف المنزل ... الام تداهم خوف الصغيرة وتقلب حذاءها التي حاولت الاخيرة اخفاءها وراء ظهرها . الام عابسة " لماذا الفضلات البشرية معلقة على جوانب حذائك الرياضي "؟ ...الصغيرة " اسفة امي اضطررت الى دخول حمام المدرسة وكان مليئا بالقاذورات ولم اجد مكانا نظيفا ولاحتى ماء "!!الصورة الثالثة : في الصباح ترسل مديرة المدرسة بطلب الام للحضور فورا الى مدرسة 14 تموز الابتدائية للبنات في مدينة الحلة ... المديرة موجهة كلامها للام " ارجوك اجعلي ابنتك -ذات الست سنوات - ترتدي حجابا وتطيل تنورتها الى اخمص قدمها "! تستغرب الام من اهتمام المديرة بحجاب الطفلة وبملابسها تاركة النظافة وتوفير الماء والشواغر في الحصص التدريسية وضعف كفاءة المعلمات وراء ظهرها ... المديرة تؤكد بانها مضطرة الى هذا الطلب لان المشرفة التربوية في زيارتها الاخيرة شددت على هذه الجوانب ! المشرفة التربوية هي احد المناصب التابعة لمديريات التربية ، والتي يقع على عاتقها التدقيق بمدى حرص المدرسة على توفير مستلزمات الدراسة من الكتب والقرطاسية الى اثاث الصف وتوفير المياه والنظافة ، لا ان تقوم بفرض ارادتها على الطالبات وتنتهك الحريات الشخصية، فيما يخالف الدستور –كما تقول والدة الصغيرة-.وفي قصة قريبة من السابقة عرضتها الكثير من الفضائيات ، اظهرت تلميذا صغيرا من كركوك وهو يبكي لانه لا يستطيع دخول الحمامات لانها قذرة .يشير المعلم احمد رياض بان المدارس في العراق تعاني نقصا شديدا في توفير اثاث الصفوف ، ويشترك اربعة تلاميذ في مقعد واحد. مضيفا " الابنية المدرسية قديمة وقاعاتها لا تكفي لمئة طالب في الصف الواحد – كما موجود في العراق حصرا - ومعظمها لا يوجد فيها شبابيك او ابواب ، ما يجعل الشتاء صعبا على التلاميذ ".يذكر ان معظم المدارس العراقية فيها دوام مزدوج ثنائي وثلاثي ، وينحشر الطلاب مع بعضهم في قاعات تعلوها الرطوبة ، ومقاعدها الخشبية تتأرجح يمينا ويسارا. ومن جانب اخر تعترف التربية بوجود معدلات مرتفعة من الامية في البلاد ، حيث يقول وكيل وزير التربية نهاد الجبوري ان إحصائيات وزارة التخطيط التي صدرت تؤكد أن العام الماضي 2010_2011 نسبة الامية فيه أكثر من 19% يعني من 6_ 7 ملايين أمي في العراق بجميع المحافظات وهو شيء أخذته وزارة التربية بالحسبان". الى ذلك حذرت وزارة التربية، في وقت سابق ،بعض ادارات المدارس التي تحاول فرض ارتداء الحجاب على الطالبات، مؤكدة ان ارتداء الحجاب من عدمه مسألة شخصية وتتعلق بالحريات التي كفلها القانون. وقال المتحدث باسم وزارة التربية وليد حسين ، ان "وزارة التربية تحذر البعض من ادارات المدارس التي تحاول فرض ارتداء الحجاب على الطالبات".وكشفت مصادر تربوية، في وقت سابق، أن العديد من المدرسين والمدرسات العاملين في المدارس الاعدادية والثانوية في بعض المحافظات العراقية يقومون بفرض الحجاب على الطالبات، وبضمنهن طالبات من الديانات الاخرى.وأوضح حسين ان "هناك لجاناً تحقيقية في الوزارة تتابع هذه المخالفات وتحيل المخالفين الى الجهات القانونية".وأكد أن "القانون كفل الحريات الشخصية ومنها مسألة ارتداء الحجاب من عدمه، كما بين الدين الاسلامي ان لا اكراه في الدين".يشار الى ان مصادر نيابية اكدت، في وقت سابق، أن بعض القرارات التي تصدر اجتهادية فردية مثل فصل الإناث عن الذكور في الجامعات والمدارس أو ارتداء الحجاب، مبينة، ان من تريد أن ترتدي الحجاب من حقها فعل ذلك ومن لا ترغب لا تجبر على هذا الأمر.
مشرفة تربوية تجبر طفلة صغيرة على إطالة التنورة وارتداء الحجاب

نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 07:59 م