عباس المفرجيأحَبَّ باخ ، موزارت ، وبرامز ، واقتنى في عام 1906 كمان تيستوري رائعاً من عام 1712 ، كان يعزف عليه كل صباح بعد الرسم ، فكان فن الأصوات يشكّل المادة الحية في عمله التصويري . بالنسبة لبول كلي ، العهد الذهبي للموسيقى انتهى مع نهاية عصر باخ وموزارت في القرن الثامن عشر ، لكنه تابع أعمال معاصريه ( " بيلياس وميليسان " لديبوسي ، " لو بييرو لونير " لشوينبرغ ) ، وصادق بضعة منهم : بوسوني ، وسترافنسكي ،وبارتوك ، وهندميث .
الموسيقى التي تعبّر عنه خير تعبير. هناك مجموعة من أكثر من 9000 لوحة وتخطيط ، وكتابات مجددة ( " نظرية الفن الحديث " ، " مساهمات في نظرية الشكل التصويري " ) ، وأفكار ورسوم لكلي سوف تروي كلها الإبداع الموسيقي المعاصر . من بيير بوليه إلى برونو مانتوفاني ، من ساندور فيرس إلى تان بينيدريكي ، وهاريسون برتويستل ، وجورج ابيرغيس ... والآخرين ، مثل عازف بيانو الجاز الياباني تاكاشي كاكو ( " كلي : سويت للبيانو" ، ظهرت في عام 1986 ) و" ليه موفيز ديز توال " [ أخبار سيئة من النجوم ] لسيرج غينسبرغ في عام 1981 ، التي تحمل نفس عنوان تخطيط لكلي يملكه الموسيقي .الموسيقي الذي كان أول من روّج لكلي علانية ، منذ 1948 ، هو بيير بوليه . (( كتابات بول كلي ، وإصراره على إبداع كون يقود فيه التأمل إلى العفوية ، تغذي فكري الموسيقي )) ، كما شرح المؤلف الموسيقي ، الذي لم يستوح أبدا بشكل مباشر من اللوحات ، بل طبّق عمليا الممارسات الموسيقية النظرية التي طوّرها بول كلي في طريقه إلى الباوهاوس . وهناك، سيكرّس هذا ، في عام 1989 ، في كتاب له عنوانه " بول كلي . بلد خصيب " ( غاليمار ، 1989 ) المنظور ، واللون ، والفضاء ، هذه العناصر الصوتية التي تشبك العمل التصويري لكلي ، كانت أيضا مصدرا للعمل الموسيقي " تحية إلى بول كلي " ، الذي ألفه الموسيقي الهنغاري ساندور فيرس في 1959 ، أو للعمل الموسيقي " ثلاث لوحات لبول كلي " ، للكمان الأوسط ومجموع الآلات الصغيرة ، عام 1985 ، للروسي اديسون دينيسوف . لكن الصدمة البصرية لعمل الرسام الألماني هي بالنسبة للكثيرين أيضا قرقعة حسّاسة . كان هذا بعد معرض في متحف الفن الحديث في نيويورك ، إذ كتب الصيني تان دن في 1991 " موت ونار " . (( أريد أن أقيم حوارا بيني وبين لوحات كلي ( ... ) التي يكون الخط فيها قريباً ، بالنسبة لي ، من الجمالية الصينية ، التي هي خطية وتسعى وراء روح العمل بدلا من تأثيرات السطح )) . وكذلك بالنسبة لبرونو مانتوفاني الصغير ، الذي تشوّش بزيارة لمتحف برن . وكانت مقطوعة " خمس قطع لبول كلي " ، التي كتبها في 2007 لعازفة البيانو شاني ديلوكا وعازف الكمان ايريك- ماريا كوتورييه ، (( مثل العديد من الدراسات حول مفهوم الخط )) .انه ليس الخط إنما اللعب المركّب للشفافية وراء عمل فرانسوا بيل " رقعة الشطرنج حسب بول كلي للرباعي الوتري والشريط المغنطيسي " ( 1962 ) ، وهي عدد من التماثلات بين الألوان الصوتية والتصويرية . الآخرون ، استندوا إلى اللوحات . كما في العمل " داس فوكالتش در كامرزنغرين روزا سيلبر " [ النسيج الصوتي للمغنية روزا سيلبر ] ، وهو باليه كتبه هانز فيرنر هنزه في 1950 وفق لوحة- قصيدة من عام 1922 ، أو العمل " خمس صور من كلي " لبيتر ماكسويل ديفز ( 1976 ) ، التي منها القطعة الثالثة " آلة التغريد " ، التي ’’ وصفت ‘‘ موسيقيا طيورا مرسومة بريشة كلي في 1922 . أما قطعة " زوخن " [ شهادة ] ، لجورج ابيرغيس ، التي قُدمت في 23 تشرين الأول على الكونسرفاتوار دو باري ، ألم تكن عملا يعيد الحياة إلى عدد من دمى الماريونيت ( واحدة منها صورة ذاتية ) ، التي أبدعها كلي بين عامي 1916 و1926 لأجل ابنه فيليكس؟■ عن صحيفة لوموند
تأثيــر بــول كلــي علــى الموسيقــى
نشر في: 15 نوفمبر, 2011: 06:33 م