علاء حسن هيئة الحج والعمرة وحدها تمتلك البيانات الدقيقة عن عدد المسؤولين من الوزراء ووكلائهم والقادة العسكريين والأمنيين الذين أدوا فريضة الحج هذا العام ، وحجهم مبرور وسعيهم مشكور ، خصوصا اذا اقترن بتحسين الاداء وبذل اقصى الجهود لخدمة المواطنين وتلبية مطالبهم .
في حال كشفت الهيئة عن البيانات الدقيقة ستثبت بالدليل القاطع ان اعدادا كبيرة من المسؤولين واعضاء مجلس النواب السابقين واللاحقين ومثلهم من مجالس المحافظات والاقضية والنواحي ، اصبحوا حجاجا فغفر الله ذنوبهم ، وارشدهم لخدمة مواطنيهم ، وحينما تضم المؤسسات الحكومية هذا العدد الكبير من الحجاج، فان اية دائرة رسمية ستنجز المعاملات بمدة قياسية قصيرة ، وستوفر للمراجعين سبل الراحة ، وتخلصهم من متاعب المراجعة والاجراءات الروتينية ، وبعد ان يلتحق الحجاج بدوائرهم سيحرصون على تحقيق العدالة والمساواة ، وسيضربون بيد من حديد موظفيهم الذين يواجهون المراجعين بوجوه عابسة والفاظ خشنة ، وسيوفرون انواع الحلويات في صالة الاستعلامات .هيئة الحج تعاملت مع الاحزاب والاطراف المشاركة بمنتهى العدالة عندما منحتها حصتها في ترشيح من يرغب في ادلاء فريضة الحج ، معتمدة في ذلك الاستحقاق الانتخابي ، كما يقال عادة في توزيع الامتيازات بين الكتل والقوى السياسية ، ومما لاشك فيه ان لدى الهيئة اسماء من ادوا الفريضة من قادة الاحزاب وحماياتهم والمقربين منهم ، ومادامت الهيئة تصر على رفض كشف الارقام والبيانات ، فانها استطاعت ارضاء الجميع فرمت الكرة في ملعب الاخرين ، واعطت دلالة اكيدة على ان اكثر قادة الاحزاب والتنظيمات ادوا فريضة الحج وبعضهم اكثر من مرة ، وما يعنينا في هذا الامر ان القادة كالمسؤولين في الحكومة ، عادوا بعد ان غفر الله لهم كل ذنوبهم ، واستنادا لهذه الحقيقة ، عليهم ان يكونوا حذرين في التعامل مع قواعدهم وجماهيرهم ، وكذلك في التعاطي مع ابرز القضايا والمستجدات السياسية خشية ارتكاب ذنوب جديدة .الحكومة العراقية والاحزاب المشاركة فيها اكتسبت صفات لا تتوفر لدى غيرها ، وانفردت بمنح فرصة اداء فريضة الحج لكل مسؤوليها مع حماياتهم واسرهم بلا استثناء ، اما احزابها فهي الاخرى تمتعت بهذا الامتياز ، والسلطة التنفيذية بما تمتلك من كفاءات وخبرات واعداد كبيرة من الحجاج ستحقق وفي غضون ايام قليلة المدينة الفاضلة ، لان السعي نحو الفضيلة هدف كل مسؤول حكومي مهما كان منصبه ومركزه وموقعه الوظيفي .في الايام المقبلة وبعد زيادة عدد المسؤولين الحجاج من كل المستويات سيلمس المواطنون تحولا ايجابيا في الاداء التنفيذي ، وهذا التحول سيكون مدعوما من قوى سياسية ادى قادتها الفريضة ، فعادوا للوطن بلا ذنوب ، ومن المتوقع ان يتم الاتفاق على حسم الملفات العالقة والشائكة ، وتجاوز الازمة السياسية ، حينما يجتمع الحجاج على طاولة واحدة لبحث القضايا الخلافية ، وفي حال فشلهم في ذلك لا سمح الله سينتظر العراقيون موسم الحج القادم ، لكي تتوفر الفرص الملائمة لتجاوز الخلاف بين الحجاج من المسؤولين والسياسيين.
نص ردن :حجّاج الحكومة
نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 08:01 م