 ميسان  / رعد الرسامأيام عيد الأضحى مرت في محافظة ميسان بأمن وسلام حيث اعلنت قيادة شرطة المحافظة عن نجاح خطتها الأمنية الخاصة بالمناسبة دون تسجيل أية حادثة أمنية في عموم  مناطق المحافظة، برغم غلق الشارع الرئيس وسط مركز المحافظة ما اضطر العوائل الى السير مشيا على الأقدام للوصول الى بعض الحدائق المنتشرة  هنا وهناك او للذهاب الى التسوق،  غير ان المواطنين أثنوا على جهود رجال الجيش والشرطة المنتشرين بكثافة وسط مدينة العمارة وضواحيها لتأمين الأجواء ، ولكن الكثير أبدوا استياءهم الشديد من افتقار المحافظة لأماكن ترفيهية لائقة رغم وعود المسؤولين المتواترة طيلة السنوات الماضية بهذا الشأن.
وواقع الحال يشير الى افتقار المحافظة عموما  لمرافق ترفيهية لائقة فليس هناك من مدينة العاب ولا حديقة حيوان ولا متنزهات عائلية،  ولا مسارح،  وحتى دور السينما التي كانت تستقطب الكثير  خلال هذه المناسبة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي  تم تحويلها الى مخازن ومكاتب  تجارية .  أما منتزه المدينة القديم الذي طالما وعد المسؤولون بتأهيله او عرضه للاستثمار ، فما زال مهملا وتحول الى أرض خراب ومرتع للحيوانات السائبة  . وفي حين يحتشد الأطفال والمراهقون الذكور في شريط الحدائق العامة  المحاذي لنهر دجلة  وسط المدينة حيث نصبت بعض الألعاب المتواضعة  ، اضطر العديد من العوائل المتوسطة الدخل لاصطحاب أطفالهم الى المنتجع الأهلي الوحيد في المدينة رغم الزحام الشديد و ارتفاع اسعار الدخول والألعاب البسيطة  التي ينتظر الأطفال طويلا في سبيل التمتع بها مقابل ثمن بالطبع ولدقائق معدودة لا تشبع تعطشهم للهو والمرح . و في حين سافرت بعض العوائل الميسورة الى أماكن الترفيه في المحافظات الأخرى او خارج القطر ،استقطبت أضرحة  ومقامات الأولياء المنتشرة في المحافظة  حشودا من العوائل المحدودة الدخل . المدى تجولت خلال ايام العديد في عدد من هذه الأمكنة وسجلت ملاحظات الكثير من الأهالي بخصوص افتقار المحافظة لأماكن الترفيه  اللائقة ، وبهذا الشأن تقول المواطنة ام أشواق التي التقيناها مع عائلتها على شاطئ دجلة انها تشعر بالإحراج امام الحاح بناتها الصغيرات اللواتي يردن التمتع طيلة ايام العيد خارج البيت موضحة "  في مستهل ايام العيد ذهبنا الى منتجع (جنة عدن) الأهلي ورغم ان بناتي قضين وقتا ممتعا هناك الا اننا تضايقنا بسبب الزحام الشديد وارتفاع الأسعار فخلال ثلاث ساعات قضيناها هناك انا وزوجي وبناتي الثلاث  بين الألعاب وشراء المرطبات وبعض المأكولات الخفيفة زائدا سمة الدخول صرفنا بحدود 40 الف دينار  ،وإذا  ما ذهبنا طيلة ايام العيد الى هناك فسوف نستهلك ميزانية  عائلتنا لما تبقى من الشهر، لذا ارتأينا اليوم ان نجلب معنا سندوتشات عملتها في البيت وان نقضي بعض الوقت على شاطئ النهر رغم امتعاض البنات  "  .المواطن ستار الساعدي الذي التقته المدى في (منتجع جنة عدن ) قال ان أسعار الألعاب والمأكولات معقولة  وهي ليست مشكلة متابعا " المشكلة ليست في النقود وانما في عدم وجود اماكن تسلية وترفيه متعددة في المدينة والمفترض ان تقوم الحكومة ببناء مدينة العاب كبيرة تناسب حجم السكان المتزايد، نحن هنا وخلال المناسبات وحتى في الأيام الاعتيادية نحتار اين نذهب بعوائلنا واطفالنا لقضاء وقت ممتع، ونحمد الرب ان أحد ابناء المدينة الميسورين أستثمر ماله في انشاء هذا المنتجع الصغير ،  فقط أتساءل ألم يشاهد المسؤولون في حكومتنا المحلية مدن الألعاب وأماكن الترفيه في بقية دول العالم التي زاروها وحتى في بقية المحافظات هنا في العراق ،فلماذا نبقى محرومين من هذه الأماكن أم ان مرافق الترفيه  من الموبقات في عرف مسؤولينا !؟"في حديقة السندباد العامة وسط المدينة حيث تكتظ بالمراهقين  وجلهم من  الذكور تواجدت اعداد ضئيلة من العوائل التي اصطحبت اطفالها للتنزه هنا رغم الزحام الشديد ، عائلة ابو بسام كانت تشق طريقها بصعوبة عند بوابة المنتزه بهدف الخروج وقد سألنا ابو بسام عما اذا كانت عائلته قد استمعت بهذه النزهة فرد بسخط " عابتها من نزهة " وعند الاستفسار منه عن سبب امتعاضه قال بعد ان سحب نفسا عميقا " انا أسالك بالله هم شفت مسؤول من الحكومة جايب عائلته هنا ؟ معقولة احنا لحد الآن ماكو عدنا متنزه لو مدينة العاب مال اوادم مثل باقي العالم ؟  هاي كدامك حديقة متروسة زعاطيط ومراهقين  ..هوسة.. وكلام بذيء .. ما كدرنا نكعد شوية ..الأحسن آخذ عيالي ونرجع للبيت " بعيدا عن مركز المحافظة  وعند مرقد (سيد منيهل )الكائن على طريق ناحية الميمونة حيث احتشدت مئات العوائل هنا قادمة من شتى مناطق المحافظة للزيارة والتنزه التقينا بالمواطن نعيم عبد جاسم الذي بين انه قدم وعائلته من قضاء المجر الكبير وعما إذا كانت زيارة هذا المرقد  في العيد تقليدا يمارسه الناس هنا  اوضح ان الناس يأتون لزيارة هذا المرقد  وغيره من مراقد الأولياء والصالحين المنتشرة في المحافظة في أيام الجمع غالبا ، مرجحا ان سبب كثافة الزائرين اليوم هو افتقار المحافظة الى اماكن الترفيه ما يدفع الناس الى القدوم لهذه الأماكن للزيارة والتمتع من باب  (هي زيارة و