الكتاب: البوذيةتأليف: أوين فلانغانترجمة: المدىلم تكن البوذية قط مطلوبة أكثر في الغرب كما هي اليوم. فقد صدرت عشرات الكتب عن البوذية مؤخرا في الغرب. ويبدو أن الغربيين وبعد ضعف عادة الذهاب إلى الكنيسة، بدأ الناس في الحنين الى نوع من السمو القوي يشدهم إليها، ويتبين هذا الاتجاه في عبادة يرددها الناس عامة: "لست متدينا ولكنني روحاني". إن البوذية، كما يبدو أخذت تسيطر على السوق الروحانية فهي كما يبدو ويؤكد الكاتب أوين فلانغان:
تمنح كل فضائل الدين دون أن تمس بأذى القوى فوق الطبيعية. وكما يقول العلماء إنها تزيد من سعادة الإنسان، وتعمل على تحسين الانتباه والوعي وتقلل من الضغط على الإنسان، ويعود ذلك إلى مبادئها الإنسانية. ولكن هل البوذية مسؤولة حقا عن تحسين العقل الحديث كما يقال؟ وهل أنها منسجمة مع الفكرة القائلة إن الوجود ليس إلا العالم الطبيعي، حيث تحرك الأشياء قوى الجاذبية وليس بفعل القدر؟ويناقش المؤلف هذا الأمر، إن البوذية لن تكون أصيلة، ليس فقط لأنها مثل الديانات الأخرى تأتي بأشكال مختلفة، ولكنها ارتبطت تاريخيا بـ "تخدير العقل، والرغبة في التمويه والخداع"، ولكن إن أراد المرء إسقاط أو طرح،"هذه المعتقدات والخرافات" فهل سيبقى المرء مع عرف ذي قيمة، وممارسات صادقة ومعتقدات نافعة"؟إن ما يجعل هذا الكتاب للبروفسور أوين فلانغان مهماً، ليس فقط إجابته على كل الأسئلة المثارة فحسب بل تقديم مسوغات لذلك. ومن اجل توضيح أفكاره، كان على المؤلف البحث في طبيعة المرء، وما توصل إليه العلم في دراسات الجهاز العصبي حول سعادة الإنسان، وما الذي يعنيه أن يكون سعيدا ويعيش حياة طيبة. وقد كتب مؤخرا الكثير عن هذا الموضوع في الأعوام الأخيرة، ولكن معظمها تبدو غير واضحة، ولا تؤدي إلى شيء. إن هذا الكتاب يبدو مختلفا ويقدم الجواب لكل سؤال. أجوبة واضحة تتناول نواحي هذا الموضوع كافة. ويشرح فلانغان كيف أن الدعوات من أن البوذية تجعلنا سعداء، وأكثر غنى وحكمة، هي دعوات غير ناضجة وان الأبحاث التي أجريت حتى اليوم محدودة في نوعها وحجمها ونتائجها. لقد قيل لنا مرات ومرات إن التأمل البوذي يؤدي إلى صفاء العقل ونفاذ البصيرة، فان كان ذلك الأمر صحيحاً، فلماذا لا نجد كبار العلماء والمفكرين يتبنون البوذية؟ إن ما ثبت حتى اليوم، أن التأمل يؤدي في بعض الأحيان إلى قوة الإبصار وتعرّف المرء على ذاته، بشكل مؤقت. والعلم الحديث يؤكد أن التأمل الكلي يؤدي إلى تغيير حالة الدماغ وسحبه إلى اتجاه آخر للتفكير. عن الاوبزرفر
البوذيّة والعلم الحديث
نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 09:25 م