اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > حقائق مرّة في الحرب الأفغانية

حقائق مرّة في الحرب الأفغانية

نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 09:26 م

الكتاب: أشباح أفغانستانتأليف: جوناثان ستيلترجمة: ابتسام عبد اللهأفغانستان كما يقول جوناثان ستيل مليئة بالأشباح. ففي كتابه الجديد يقول أيضا إن في أفغانستان أشباح الاسكندر الكبير، جنكيزخان، وعدد آخر من الغزاة الذي احتلوا البلاد ولكنهم لم يستطيعوا السيطرة عليه. و "أشباح"، هي الكلمة التي استخدمها الروس لوصف عصابات المجاهدين، الذين يختلطون نهارا مع السكان الآمنين ويهاجمون في الليل.
لقد غطّى جوناثان ستيل أحداث أفغانستان لعدة أعوام، وتعامل مع حكايات وأكاذيب السياسيين وجنرالات الجيش والمتحدثين الرسميين وعدد كبير من المعلّقين السياسيين. وربما أن الأكذوبة الأكثر إساءة هي تلك التي تقول إن تدمير طالبان سيقضي على تهديدات الإرهابيين العرب. وتلك الأكذوبة هي التي جعلتنا نفشل في الوصول إلى إستراتيجية مناسبة في أفغانستان. ويكتب المؤلف في كتابه الجديد، "أشباح أفغانستان"، بخيبة أمل عن المحاولات الفاشلة للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها لبناء دولة أفغانية مستقرة، بعد ثلاثة عقود من الحرب الأهلية والتدخلات الأجنبية. إن الفكرة الأساسية في الكتاب هي: "التشابه بين التدخلات السوفيتية والأميركية والدروس التي يجب الافادة منها. " ويكتب ستيل، انه على الرغم من الفشل في القضاء على المجاهدين، فأن "القيادة الروسية"، كانت ميّالة إلى تغيير سياستها. وعندما غزا الروس أفغانستان، كانت فيها آنذاك أجهزة دولة صالحة ومتماسكة، تأسست منذ نهاية القرن التاسع عشر، وكان اقتصادها على الرغم من تخلفه، قد بدأ يتحسن بفعل المساعدات السوفيتية والأميركية، وكان معظم القادة الأفغان الجدد من المصلحين، ولكن محاولاتهم لتغيير المجتمع، وخاصة في قضايا التعامل مع المرأة، كانت تقابل بمقاومة دموية.أما الشيوعيون الأفغان فكانوا أيضا من المصلحين ولكن مجزئين في زمر انخرطت في قتل أعداد كبيرة من المنافسين لها، وسرعان ما واجهوا عمليات تمرد عنيفة خاصة في الضواحي. لقد قام الروس بغزو أفغانستان في كانون الأول من عام 1979، ليس كجزء من خطة لانتصار الشيوعية عالميا كما تصورت الدعايات الغربية، بل لحماية امن جبهتها الجنوبية من الحركات الإسلامية والتدخلات الأميركية. وقد حذر كبار الجنرالات الروس من التدخل بحرب أهلية أفغانية، مشيرين بذلك إلى ما حدث في فيتنام. ولكن القادة السوفيت واصلوا خطتهم ولم يجدوا بدلا أفضل لها. تغيير القائد الأفغاني،تدريب جيش جديد وأجهزة الشرطة، ثم الامل في إمكانية نجاح القوات السوفيتية والانسحاب بعد ذلك في غضون أشهر. وسرعان ما غرق الروس في مستنقع المخاوف والشكوك التي كانت قد أثيرت من قبل ولم يمض وقت طويل حتى بدأوا البحث عن طريق للخروج.إن ميخائل غورباشوف كان المسؤول عن ذلك، وهو عند مجيئه إلى السلطة عام 1986، كان يعتقد بقوة أن المسألة لن يتم حلها بالقوة، مفضلا المفاوضات. وكان غورباشوف مدعوما من قبل زملائه السياسيين وأيضا جنرالاته الذين لم يحاولوا حتى في مناقشته من أنهم سيحققون النصر إن ازداد عدد القوات ومنحوا المزيد من الوقت، وقد اخبر غورباشوف الحكومة الأفغانية بأن جيشه سينسحب في خلال 18 شهرا. ولكن الأمر احتاج إلى ثلاثة أعوام من المفاوضات لجلاء القوات الروسية، غير مهزومة في ساحة القتال، ولكن بمعنويات هابطة بعد تسعة أعوام من قتال لا فائدة منه. وعلى الرغم من أن الروس تركوا في الخلف رجلهم نجيب الله، ولكنهم لم يحققوا له استقرارا أو تنظيما يحقق له هزيمة أعدائه، بين المجاهدين في باكستان. وكانت النتيجة حرب أهلية دموية انتهت بانتصار طاليبان. ويقارن ستيل هذه الأحداث مع موقف أوباما، الذي بعكس غورباشوف، جاء إلى السلطة مؤمنا بضرورة حربه مع أفغانستان، معتقدا على الأقل في بادئ الأمر، أن أفغانستان تتبنى المواقف الغريبة، وأنها لا تريد إعطاء المزيد من الدعم لطاليبان. وبدلا من الدخول في مفاوضات مع المتمردين، استمع إلى جنرالاته الذين أقنعوه بسهولة الانتصار على طاليبان إن تم تزويدهم بأجهزة وأدوات مناسبة.وهذا ما حدث. وعلى الرغم من الادعاءات بالتقدم من قبل المتحدثين الرسميين، فان طاليبان تواصل تقدمها ومع عدم اقتناع الحكومة الأفغانية، فأنها تبدو مسلوبة الإرادة بفعل النصائح الخارجية المتغطرسة، مضافا إلى الفساد المالي فيها بسبب النقود الأجنبية الزائدة عن الحد التي تنهال عليها. إن كابول في حاجة الى اتفاق بينها وبين أعدائها كافة، على انسحاب القوات الأجنبية بانتظام، وان تتم مساعدة الأفغان للتعاون على إعادة بناء بلدهم وإحلال السلام فيه. انه هدف طموح بلا شك. ولكن الأميركيين وحلفاءهم سينسحبون في نهاية الأمر كما فعل الروس. ولكن عدم الوصول إلى تسوية نهائية سيؤدي أيضا إلى حرب أهلية، "وعندما سننسحب سنقول لا شك مبررين ذلك، بأن الأفغان ناكرون للفضل، لعدم استعدادهم لتقبل أساليبنا الغربية"، وبهذه الجملة، يختم المؤلف كتابه. عن الاوبزرمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram