بغداد/ المدىحذرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية من كارثة مائية تهدد العراق في السنوات المقبلة، جراء الطموحات التركية المائية فيه بشكل أساسي. ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لمنظمة طبيعة العراق غير الحكومية عزام علوش تخوفه في ظل تجاهل السلطات لهذه الأزمة وغياب الإجراءات اللازمة لتفادي نتائجها الكارثية. وحسب وكالة كردستان للانباء فأن الصحيفة تشير أنه مع حلول العام 2050،
من المتوقع أن يحظى العراق بـ25 في المئة فقط من المياه التي يحصل عليها حالياً، وذلك بسبب مشروع الأناضول التركي الطموح، الذي يعمل على بناء 22 سدّاً و19 محطة لتوليد الكهرباء في جنوبي شرقي البلاد.وتلفت الصحيفة إلى أن المعدّل التاريخي للمياه الذي كان العراق يستفيد منه والمتراوح بين 60 و90 مليار متر مكعب من نهري دجلة والفرات، سينخفض إلى أقل من 25 مليار متر مكعّب في أقل من 40 عاما. وتؤكد "الاندبندنت" أن البرامج الزراعية البالية والتي تقوم على ري الأراضي بغمرها بالمياه تساهم بشكل أساسي في تدهور نوعيّة المياه، كما أن استخدام المبيدات الزراعية والأسمدة معها تجعلها غير صالحة للاستخدام. وقال علوش في حديثه للصحيفة إن "العالم يدفع اليوم باتجاه بناء السدود طمعا بإنتاج الطاقة المائية وتفادي إنتاج ثاني أوكسيد الكربون، في وقت قلة منا ينتبه إلى عواقب السدود السيئة على التنوع البيولوجي". واضاف علوش أن "استخدام سوريا وتركيا لأساليب الري السومرية القديمة، فضلاً عن اختلاطها مع مياه الصرف الصحي، سوف يؤديان إلى تدهور نوعية المياه التي تصل العراق. والنتيجة تكون الموت البطيء للأراضي الزراعية، جنوبي العراق". وبرأي علوش فان "حل المشكلة بسيطـ، ويتطلب رؤية وتعاونا بين البلدان الثلاثة التي تشترك في حوض نهري دجلة والفرات العظيمين، العراق وسوريا وتركيا.... أما بداية التعاون فتكون في تنسيق السياسات المتبعة حول السدود المبنية وغيرها، ثم التعاون بشأن تطوير سبل الزراعة والري في هذه البلدان للحد من هدر المياه وتحسين نوعيتها". واكد أن "تكلفة خطوة مماثلة لا يتعدّى سعر مئة "أف 16" ودبابة، والتي تصبح غير مجدية في عالم عنوانه التعاون من أجل البقاء، وهي بطبيعة الحال ليست ذات أهميّة في مواجهة مشكلة وجوديّة كالمياه". واقترح حلا يقوم على استخدام العراق للغاز المشتعل المهدور ولاحتياطاته من النفط كي يقوم بتصنيع أنابيب الري بالتنقيط، والتي يمكن توزيعها على المزارعين في تركيا وسوريا وإيران وفي العراق. واقر بأن الظروف السياسية الراهنة في البلدان المذكورة، وبين بعضها البعض تجعل من الصعب، إن لم نقل من المستحيل، تنفيذ الخطط المقترحة لا سيما وأنها تتطلّب الثقة المتبادلة فضلا عن اتباع نهج تعاوني. ولفت إلى أن المطلوب من هذا المشروع ليس تقديم المزيد من المياه المتاحة بحد ذاتها، إنما الحد من تملّح التربة وفقدان الأراضي الزراعية لإنتاجيتها كذلك. وتذكر "الاندبندنت" أن مشروع الأناضول قد أثار جدلاً واسعاً. ففي العام 2009، خسر مشروع سد "إليسو" التركي دعم النمسا وألمانيا وسويسرا التي كانت تعهدت في البداية بالمشاركة بـ630 مليون دولار من المشروع من أصل 1.68 مليار دولار مخصصة لبناء السد.
توقعات بأن يخسر العراق معظم مياهه فـي 2050

نشر في: 27 أكتوبر, 2011: 07:23 م









