معاذ عبد الرحيم أمريكا بعد أن غاب عنها الاتحاد السوفيتي، وأضحت القطب الوحيد في العالم، راحت تعمل على بسط نفوذها على مختلف الدول بشتى الطرق العسكرية والاقتصادية، متباهية بالخيلاء والغطرسة، لاسيما وقد خلا لها الجو، فراحت تبيض وتصغر، دون أن تحسب لإرادة الشعوب أي حساب ودون أن يضع ساستها الواقعون تحت نفوذها الصهيوني، في حساباتهم
 نذر المستقبل المعتم وهم ينظرون إلى آلاف المتظاهرين المعارضين والمحتجين في اغلب الولايات الأمريكية، الذين يجارون بالشكوى من العوز والبطالة. ولا ندري هل يغفل هؤلاء الساسة، ما يحدث في أفغانستان، من إخفاق تدخلهم العسكري، فراحوا يعدون عدتهم لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، كما أنهم يتغافلون عن العملاق الصيني الذي اخذ يتقدم على طريق التطور العلمي والاقتصادي والعسكري، وليس أمامه غير بضع سنوات للقول لأمريكا، قفي مكانك ولا تتجاوزي حدودك..وها نحن نرى الولايات المتحدة الأمريكية، تبذل كل ما تستطيع من جهود، لإفشال طلب منظمة التحرير الفلسطينية وهو الاعتراف بدولة فلسطين من قبل هيئة الأمم المتحدة، علما أن مطالبة الفلسطينيين بتكوين دولتهم على ما تبقى من ارض فلسطين، تشكل لديهم الحد الأدنى من مطالبهم المشروعة التي أقرتها لهم الهيئة. وهي حينما تفشل بإقناع غالبية دول العالم بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ستهدد باستعمال حق الفيتو، كما كانت تفعل في الماضي، حتى بلغ استعمالها نقض القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية العشرات. ولكن حتى متى تبقى أمريكا تقف بوجه إرادة الشعب التي لا تقهر، إن المؤشرات السياسية والاقتصادية بل حتى العسكرية تشر إلى أنها سوف لن تبقى القطب الوحيد المهيمن على سياسة العالم، خاصة وان التنسيق الذي بدأ يلوح للعيان بين روسيا والصين سيكون له أثره الكبير في السياسة الدولية وقد بدأت بشائره عندما استعملت الدولتان حق النقض ضد طلب أمريكا معاقبة الجمهورية السورية.