إحسان شمران الياسري قبل نحو سنتين حاولتْ إحدى مؤسسات الدولة أن تتعاقد مع شركة أجنبية لإعمار بنايتها.. وما أن اجتمعت اللجنة التي كلّفتها تلك المؤسسة بالتفاوض مع الشركة، حتى وصل تقرير إلى هيئة النزاهة بأن اللجنة فعلت كذا وكذا.. وبعد أيام وصل كتاب من هيئة النزاهة يستفسر عن الموضوع.. بل قيل إن كتاب النزاهة كان فيه تلميح إلى إيقاف الإجراءات.. الخ.
ويوم 24/10/2011 زارَ السيّد رئيس الوزراء مقرَّ هيئة النزاهة أو أكاديمية النزاهة وتحدث مع العاملين في الهيئة عن وظيفة النزاهة وإجراءاتها، وأكدَ أنه يقف مع هذهِ الهيئة وهو سند و(ظهر) لكل من ليس له سند أو (ظهر).. كما تحدث عن المهنية التي يجب أن تتصرف بموجبها الهيئة خلال عملها، وألا تؤدي إجراءات النزاهة والمؤسسات الرقابية الأخرى إلى تعطيل الحياة في البلد، حيث تولدت عقيدة لدى المشتغلين في الدولة هي أن الأفضل لهم ألا يعملوا لكي لا يخطأوا فيقعوا في المحذور وتتلقفهم الأيدي البيضاء لأجهزة النزاهة.ولأني سمعت في أكثر من مناسبة عن تقارير زور وكيدية وردت للهيئة وتسببت في تحطيم نفوس وسمعة عدد من موظفي المؤسسات وحولتهم من ملائكة إلى فاسدين في ليلة وضحاها لمجرد أن أحداً لا يخاف الله تعالى كتب تقريراً، فقد استمعتُ بكل جوارحي إلى دولة الرئيس ووددتُ أن يستمع لحديثه كل محقق وموظف في هيئة النزاهة ودوائر المفتشين العموميين عسى أن يتبصّروا في الأوراق والتقارير قبل أن يُطيحوا بموظف نظيف عفيف النفس لمجرد وصول وشاية إليهم، وهم بهذا يفسحون المجال لفاسد ليحتل مكان الموظف النظيف.. وبعد ذلك لن تصلهم تقارير عن الفاسد في الغالب.. وهكذا تُزيح (التفاحة) الفاسدة صندوق التفاح السليم، وتطرد العملة الرديئة العملة الجيدة.ومع إن هذهِ الممارسات ليست قواعد، إذ إن الفاسدين موجودون، وأصواتهم أعلى من أصوات الجيدين، فأن الأمانة المهنية تستدعي أن تتحقق مؤسسة خطيرة مثل هيئة النزاهة من الوشايات والتقارير.. لأن بناء سمعة الموظف لا تمكن إعادته عندما تخدشها إجراءات غير مكتملة.. وبعدها تصبح كلمتا (أُعذرنا) و(متأسفين) أكثر إيلاماً من إجراءات الأذى ذاتها.أرجو أن نسمع شيئاً جديداً من هيئة النزاهة يمثّل ردَّ فعلها على حديث السيّد رئيس الوزراء مع قيادتها.
على هامش الصراحة:موقف السيّد المالكي من هيئة النزاهة
نشر في: 28 أكتوبر, 2011: 05:45 م