الحقوقي علي العبيدياذا كانت القوانين قد شددت العقاب بحق من يستهدف الوحدة الوطنية وإثارة الفتنة او من يخرب او يتلف المنشآت العامة فأن الحاجة لمثل ذلك العقاب المشدد بحق من يتولى تنظيم او رئاسة عصابة مسلحة تبدو اشد ضرورة واكثر لزوما وهذا النوع من الجرائم هو اعتداء على امن المجتمع وهيبة الدولة وظاهرة خطيرة على السلامة الداخلية للدولة فقد عالج المشرع هذا الموضوع الخطير بنص المادة (194 )
من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969بعقوبة الاعدام كل من نظم او ترأس او تولى قيادة ما في عصابة مسلحة هاجمت فريقا من السكان او استهدفت منع تنفيذ القوانين او اغتصاب الاراضي او نهب الاموال المملوكة للدولة او لجماعة من الناس بالقوة او قاوم رجال السلطة العامة، اما من انضم الى عصابة من دون ان يشترك في تأليفها او يتولى فيها قيادة ما يعاقب بالسجن المؤبد او المؤقت،كما نلاحظ فقد ميزّ المشرّع بين نوعين من المتهمين وجعلهما طائفتين الاولى تشمل مَن ينظم العصابة المسلحة او ترأسها او من يتولى قيادة ما فيها، اما الطائفة الثانية وهم الافراد الذين ينضمون الى العصابة المسلحة بعد تشكيلها من دون ان يشتركوا في تأليفها او يتولوا قيادة ما فيها وقرر لهم عقوبة ادنى ولهذه الجريمة يلزم لتحققها ركنان هما الركنان المادي والمعنوي، فالركن المعنوي هو القصد الجنائي اما الركن المادي هو تنظيم او ترؤس او تولى قيادة ما في العصابة المسلحة والعصابة تفترض وجود تنظيم ويجب ان يكون لها رئيس او اكثراو معاونون وهذا الامر يمكن التعرف عليه بسهولة من الاعمال التحضيرية ويجب ان يفهم من كلمة الرؤساء الاشخاص الذين يترأسون اعمال الشغب او الذين اخذوا القيادة فعليا في العصابة المسلحة ويدخل في هذا المفهوم ايضا اي مسؤول فيها بالتدرج الهرمي للعصابة ولا يهم مكان القاء القبض على رؤساء العصابات سواء تم في اماكن اجتماعها او اثناء اعمال السلب والنهب وسواء كان ذلك مع اسلحتهم او من دون اسلحتهم ومن دون مقاومة فالقانون يتناول بشدة الذين يقومون بتأليف العصابات المسلحة وقيادتها يعدون متهمين بصورة شخصية عن الجرائم التي يكونون قد نفذوها او اسهموا بتنفيذها ضد الاشخاص والاموال والممتلكات سواء كان ذلك قتلا او ضربا او اتلافا او سرقة (نهبا)، تعددت الجريمة بحقهم تعددا صوريا وحكم عليهم بعقاب الوصف الأشد للجريمة فمن يتولى قيادة ما في العصابة يعني مباشرة مهمة معينة داخلها او في اعداد خلاياها او كانت تتعلق بمهمة شخصية يقوم بها عنصر العصابة من دون مباشرة اية قيادة او توجيه لاعضاء اخرين كجلب السلاح او تدبير شؤون التموين او توزيع منشورات العصابة او رقابة بعض الاشخاص او تولي عملية جمع المعلومات عن الاماكن والمهمات الخاصة بالقوات التى تتولى امر ردع هذه العصابة وبالتالي كل الخدمات التي يُعهد بها الى العضو الذي يلتزم بأدائها ضمن توزيع العمل بين اعضاء العصابة ولا فرق بين ان تكون المهمة او الوظيفة عُهد بها الى فرد او افراد عديدين كتكليف خلية او زمرة بمهمة ما ويتحقق تنطيم العصابة بجمع عدد من الافراد بقصد تكوينها وتكوين خلية منهم ثم يقومون بالعمل والتخطيط له وتدبير الوسائل التي تصل بها العصابة الى الهدف المنشود فالتنظيم مرحلة تالية للتأليف.
نحن والعدالة: موقف القانون من العصابات المسلحة
نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 06:21 م