TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الإسلام السياسي.. بين تونس ومصر

الإسلام السياسي.. بين تونس ومصر

نشر في: 2 نوفمبر, 2011: 06:20 م

حسين عبد الرازق أعلنت في تونس في نهاية الأسبوع الماضي نتائج انتخابات المجلس التأسيسي (217 عضواً) الذي سيتولى صياغة الدستور الجديد وممارسة السلطة التشريعية لمدة عام، وهي أول انتخابات حرة ونزيهة تشهدها تونس منذ استقلالها عام 1956، وتأتي بعد «ثورة الياسمين» في 14 يناير 2011، والتي كانت بداية ما يسمى الربيع العربي. وقد أسفرت الانتخابات عن فوز حزب (حركة) النهضة بـ (17ر41%) أي بـ (90) مقعداً،
والذي يوصف بأنه حزب «إسلامي معتدل»، تأسس عام 1972 وقضى زعيمه «راشد الغنوشي» ومعظم كوادره وأعضائه عقودا في السجون أو المنافي وتم حله في ظل نظام بن علي الاستبدادي، وعاد لممارسة وجوده القانوني بعد الثورة التونسية وحصل على الرخصة القانونية في أول مارس الماضي. وقد اشترك في هذه الانتخابات أكثر من 80 حزبا (يوجد حاليا في تونس 114 حزبا مرخصا لهم قانونا) من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وبلغ الإقبال على التصويت حدا فاق كل التوقعات حيث تراوح ما بين 80 - 90%، وشارك فيه التونسيون المقيمون بالخارج، حيث خصص لهم 18 مقعدا مقابل 199 مقعدا في الداخل. وجاء حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» بزعامة «المنصف المرزوقي» في المرتبة الثانية حيث حصل على 2ر13% من الأصوات أي 30 مقعدا في المجلس التأسيسي. وحزب المؤتمر حزب اشتراكي ديمقراطي (يسار الوسط) تأسس عام 2001 كحزب معارض لنظام بن علي، واعترف به قانونا بعد الثورة في 8 مارس الماضي. وتلاه حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» وهو بدوره حزب اشتراكي ديمقراطي (يسار الوسط) يتزعمه «مصطفى بن جعفر» ومعترف به قانونا من 25 أكتوبر 2002، وحصل على نسبة 68ر9% من أصوات الناخبين أي على 21 مقعدا. وحصل «الحزب الديمقراطي التقدمي» بزعامة «أحمد نجيب الشابي» الذي خاض نضالا طويلا ضد نظام بن علي منذ تأسيسه في 12 سبتمبر 1988 على نسبة لا تتجاوز 38ر7%من الأصوات ليحتل المرتبة الرابعة بـ 17 مقعدا، لم تكن متوقعة باعتباره المنافس الرئيس لحركة النهضة، وتتجه حركة النهضة لتشكيل تحالف مع حزبي المؤتمر من أجل الجمهورية والحزب الاشتراكي الديمقراطي. ومن الطبيعي أن تثير هذه النتائج اهتماما بالغا بين الأحزاب والقوى السياسية في مصر وبين المهتمين بالتطور السياسي في البلاد عشية إجراء انتخابات أول مجلس شعب بعد ثورة 25 يناير، وأن يطرح التساؤل حول انعكاس فوز حزب النهضة «الإسلامي» على انتخابات مصر والتي يخوضها بقوة تيار الإسلام السياسي ممثلا في جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية.ومن المقطوع به أن تيار الإسلام السياسي في مصر وجماعة الإخوان تحديدا سيحاولون توظيف فوز النهضة في تونس لمصلحتها، وسيحققون بعض النجاحات في ذلك، ولكن من الخطأ تجاهل عدد من الفروق الأساسية بين الواقع التونسي بعد ثورة 14 يناير والواقع المصري بعد ثورة 25 يناير، وبين حركة النهضة والإخوان المسلمين.فحزب النهضة تطور في السنوات الأخيرة على المستوى الفكري والسياسي والعملي بصورة جعلت كثيرين ينظرون إليه باعتباره حزبا مدنيا حداثيا وديمقراطياً.لقد أعلن الغنوشي بعد إعلان نتائج الانتخابات عن انفتاح حزبه على كل القوى التي ناضلت ضد الاستبداد منذ أكثر من 50 عاما لبناء مؤسسات الدولة الجديدة على قاعدة الوفاق، وقال «نسعى إلى إخواننا في الوطن مهما كانت توجهاتهم، طالبين منهم المشاركة في كتابة الدستور وفي نظام ديمقراطي وحكومة ائتلاف وطني في إطار الوفاق.. يجب ألا نغفل جهاد من ناضلوا من أجل الثورة وتداولوا على السجون منذ الاستقلال، من قوميين ونقابيين وليبراليين وشيوعيين»، مشيرا إلى ما يعرف في تونس بـ «وثائق وأرضية ائتلاف 18 أكتوبر 2005»، وهو تحالف واسع ضم أغلب القوى اليسارية والقومية والنقابية والشخصيات المناضلة ضد الاستبداد في عهد زين العابدين بن علي، إضافة إلى الإسلاميين بعد تأكيدهم الإيمان بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والاحتكام لصندوق الانتخاب طريقا للوصول للحكم ودفاعهم عن حقوق المرأة. ويلفت النظر الى أن حزب النهضة بالرغم من ضمان الأغلبية في حال تحالفه مع حزبي المؤتمر من أجل الديمقراطية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (141) مقعدا من(217)، لكنه يسعى لضم قوتين هما «الحزب الديمقراطي التقدمي»، وتحالف القطب الديمقراطي الحداثي حول حزب التجديد (الشيوعي سابقا)، إضافة إلى حزب العمال الشيوعي التونسي. كما أعلن الغنوشي الالتزام بالحفاظ على المكاسب التقدمية للمرأة التونسية، وقال «تجدد النهضة التزامها لنساء تونس بتقوية وتفعيل دورهن في صناعة القرار السياسي بما يمنع الارتداد عن مكاسبهن.. وبالتأكيد سيكون للمرأة حضور في الحكومة المقبلة، وسنعمل على أن تمثل المرأة المحجبة وغير المحجبة لتعكس واقع تونس.. النهضة لن تغير من نمط الحياة عن طريق الدولة، سنترك للناس حقوقهم في ما يلبسون ويأكلون ويشربون، هذا ليس شأن الدولة.. النهضة لا تريد تحويل الناس إلى منافقين، وأحب إلينا أن نرى وجوها عارية من أن نرى وجوها منافقة». بينما جماعة الإخوان في مصر يدعون عمل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram