TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :(التحرير) والفرصة التاريخية

كردستانيات :(التحرير) والفرصة التاريخية

نشر في: 28 أكتوبر, 2011: 06:07 م

 وديع غزوان بعد زهاء ثلاث وثلاثين جمعة منذ الخامس والعشرين من شباط حتى الآن  تحولت ساحة التحرير إلى منبر  لتبادل الآراء والأفكار لمن لا يريد أن يفارق أجواءها الاحتجاجية النظيفة الخالية من أي تبعية لأي حزب أو تكتل سياسي مهما كان لونه أو توجهاته . كنت أتمنى أن يحضر عدد من البرلمانيين إلى الساحة ويستمعوا إلى آراء المواطنين المجتمعين فيها والتي تكاد تجمع على نفض يدها من أي شخصية سياسية أو تكتل فاز في الانتخابات وتبوأ مقعداً برلمانياً أو وزارياً .
ما نقوله حقيقة تتسع كل جمعة لتصل إلى اليأس لدرجة المجاهرة والإعلان بعدم جدوى المشاركة في أية انتخابات مقبلة  لأنها لاتفرز غير مجيء شخصيات وقوى لاعلاقة لها بالشعب وهمومه ، ما يستدعي انتباهة خاصة من الأطراف الفائزة في الانتخابات  وغيرها ممن لم يسعفهم تاريخهم للحصول على مقاعد في مجلس النواب بفعل  قانون الانتخابات  الذي يتفق الكل على انه في صالح الكتل الكبيرة والمتنفذة . وهنا سأفترض أن الجميع يهمه  مستقبل العملية السياسية التي بدأ المواطنون يحسون أنها حرفت  لتكون لصالح أحزاب ومجاميع بحد ذاتها ، ولم يعد ممكنا تصحيحها بغير جهد وطني كبير تلتقي على قاعدته  جميع الأطراف الوطنية بمختلف تنوعاتها . وبهذا الصدد جرني الحديث مع عدد من المنتمين للحزب الشيوعي القيادة المركزية إلى موضوع تخلف التيارات الوطنية عن توحيد جهودها لتثبت مكانتها التي تستحقها في ساحة العمل السياسي ،وكان من الطبيعي أن نتطرق إلى المؤتمر التأسيسي لتجمع القوى والشخصيات الديمقراطية وأهمية أن يلتقوا مع رفاقهم في اللجنة المركزية على قاسم مشترك يعيد لهذا التيار هيبته إلى الشارع التي استحوذت عليها تيارات استفادت من حالة الفرقة والتنافر وتخوين التيارات الوطنية احدها للآخر .. بدا لي  أن لاخلاف معي في هذا الموضوع ،ولكن أحدهم أشار إلى أنهم ساعون إلى هذا الطريق ، لكن مع ذلك فان الأمر يستغرق وقتاً ، أجبته: أتمنى  ألايكون طويلاً  . وعدت  لأستمع إلى بعض الشعارات وأقرأ لافتات ملأت الساحة  لتأييد عملية الاعتقالات الأخيرة التي تمت  بدعوى التحضير ( لانقلاب بعثي صدامي ) وهو ما عدته مجموعة أخرى من شباب ساحة التحرير محاولة غير  موفقة لإلهاء الشعب عن حقيقة معاناته ،كما أن هذه الشعارات تقدم دعاية مجانية لشيء لم يعد له وجود في ضمير الشعب ، وهو خطأ دائماً ما ترتكبه بعض القوى السياسية . المحصلة التي خرجت منها إن الساحة -كما قلت في البداية -أصبحت اقرب ما تكون إلى منبر نقاشي قد نتعلم من خلاله احترام الآخر وتبادل الآراء وترسيخ ثقافة الحوار بدلاً من التخوين والتشكيك والعمالة التي ضيعت على شعبنا وقواه الوطنية فرصاً تاريخية . وهنا أدعو بعض شخصيات التيار الديمقراطي إلى استثمار منبر  التحرير للتواصل الحي والحقيقي مع المواطنين ، وأظن أن هذا لايتناقض وهوية ساحة التحرير المستقلة ، وأجدها فرصة مناسبة للقول لقوى وشخصيات هذا التيار ، دون أن أسمح لنفسي نسيان ما تمتلكه من تجربة غنية في هذا المجال ، كونوا سباقين لاستنباط طرق عمل جديدة مع الناس واقرأوا الساحة جيداً ،وأظن أن الفرصة مواتية لمن يحسن التعامل معها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram