إحسان شمران الياسريأنا ممن يقفون بقوة مع وحدة العرق، وممن يدعون ليلا ونهارا على من شرّع قانون المحافظات بالصيغة التي أربكت أداء المؤسسات المركزية واللامركزية.. وهذا في الواقع كلام غير مفيد الآن ما لم يُعدّل القانون.. وأدعو ليل نهار على من وضع مادة في الدستور تسمح بإقامة الفدرالية،
ووضع مادة أخرى (تحظر) تعديل الدستور إلا بموافقة (سيد مهدي).. وكان ممكنا القول إن العراق فيه إقليم واحد وهو إقليم كردستان وننام ليلنا دون كوابيس.. ولأنني (مزدوج) الانتماء، فبعضي من بغداد، وبعضي من محافظة أخرى، وجدت أن توقيت تشريع قوانين يعطي الحرية للمحافظات دون تدريب أو خبرة قد جعل مفاهيم السلطة (تتآكل) لصالح ممارسات غريبة من الحكومات المحلية، وصارت بعض المؤسسات عُرضة لتدريب أعضاء مجالس المحافظات في ممارسة تلك السلطات، بما في ذلك المؤسسات الأمنية. ويوم تهدد حكومة محليّة محافظة بقطع الماء والكهرباء والطرق عن العراق، فأحسب أن فهم السلطة وحدودها ومزايا اللامركزية قد وضعت في قارورة ليس فيها قرار. وصار (اندلاقها) ممكناً كلما (عطس) المجلس.. وليتني استطيع التعبير عن الخوف الذي انتابني وأنا أتخيل إحدى الطرق الرابطة بين محافظة وأخرى وهي تُغلق لتلك الدوافع.. أو يُغلق ممر الماء عن مدينة أو قضاء أو قرية.. أو تموت نخلة في الحلة أو البصرة أو يتساقط (قداح) البرتقال في ديالى لدوافع من هذهِ الشاكلة. أدعو معي ألّا يرانا العالم ونحن مثل الأطفال نتقاذف التهديدات، والاستقواء بأخوالنا وأعمامنا، ثم عند المساء نهجع مُتعبين من اللعب، غير إن الكبار لا يهجعون، بل يتدبرون إلى الغد ما يؤذينا.
على هامش الصراحة: فدراليّات الكَشرة
نشر في: 1 نوفمبر, 2011: 05:45 م