□ بغداد/ خاص المدى أمهل شيوخ ووجهاء عشائر الأنبار أمس الحكومة المركزية بإعادة المعتقلين إلى محافظاتهم خلال مدة لا تتجاوز 48 ساعة والكف عن حملات الاعتقال، وفي حين اعتبروا تلك الاعتقالات "إرهابا حكوميا منظما" يهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية والدفع باتجاه الأقاليم تلبية لأجندات خارجية وإقليمية، أكدوا رفضهم القاطع لفكرة الأقاليم.
وقال أمير قبائل الدليم علي حاتم السليمان في بيان صدر أمس وتلقت "المدى"، نسخة منه، إن "شيوخ ووجهاء عشائر الأنبار عقدوا مساء أمس الأول مؤتمرا بمشاركة مجلس المحافظة تلبية لنداء أبناء الأنبار"، مبينا أن "المؤتمرين طالبوا الحكومة المركزية بإعادة المعتقلين إلى محافظاتهم خلال مدة لا تتجاوز 48 ساعة والكف عن هذه الاعتقالات".وأضاف السليمان أن "المؤتمرين اعتبروا هذه الممارسات إرهابا حكوميا منظما، الغاية منه إثارة الفتنة الطائفية والدفع باتجاه الأقاليم تلبية للمخططات التي تتبناها أجندات خارجية وإقليمية"، مشيرا إلى أن "المؤتمرين رفضوا رفضا قاطعا فكرة الأقاليم وحملوا الحكومة المركزية المسؤولية بدفع العراق إلى الهاوية". وأوضح أمير قبائل الدليم أن "هذه التصرفات الحكومية غير المدروسة وفي هذا الظرف العصيب تدل على فشل العملية السياسية برمتها والتي وصلت إلى حال عدم الاعتراف بها والمطالبة بنزع الشرعية عنها"، محذرا من "جرّ العراق إلى الفوضى والمواجهة المسلحة بين العشائر والأجهزة الحكومية التي تمارس هذه الإجراءات غير القانونية وبأوامر طائفية مدسوسة".وأشار أمير قبائل الدليم إلى أن "تسلط الأجهزة الأمنية وانسياقها وراء أحلام ومخططات المراهقين السياسيين سيجعل العراق ساحة حرب جديدة"، لافتا إلى أن "تصرفات أحزاب هؤلاء السياسيين المشبوهة تحمل أجندات خارجية مدفوعة الثمن".من جانبه، فأن المجلس الإسلامي الأعلى أشاد بموقف السليمان الرافض لتكوين إقليم الأنبار، معتبرا موقف عشائر الأنبار امتدادا لموقف العشائر العراقية التي ترفض تكوين الفيدراليات لاسيما التي تشكل على أساس طائفي أو عرقي.القيادي في المجلس عامر ثامر وصف في تصريح لـ"المدى" أمس تصريحات السليمان بالمسؤولة والراغبة في عدم تفكيك العراق، وقال "هذه تعبر عن الوطنية التي تتحلى بها عشائر الأنبار"، موضحا "أن اغلب عشائر العراق ترفض إقامة الفيدراليات خصوصا تلك التي تشكل على أساس طائفي أو إقليمي"، مستدلا بـ"موقفها في البصرة بعد أن اكتملت الإجراءات الدستورية لكن الإقليم رفض من قبل الشارع البصري بعد أن أعطت العشائر كلمتها في هذا الصدد". وخلص ثامر إلى أن الوضع السياسي والاستحقاقات القادمة لا ينبغي معها إقامة الأقاليم التي بدورها تتطلب استعدادات كبيرة ليس كما حصل في صلاح الدين بمجرد رد فعل على موقف معين".وكان محافظ الأنبار قاسم الفهداوي، أكد أمس الأول، أن وزارة الداخلية تعهدت بإطلاق سراح عدد من معتقلي المحافظة خلال ساعات، وفيما أشار إلى وجود اعتصامات في مدن المحافظة وغضب شديد في الشارع تجاه الحكومة، طالب الأخيرة بالتعقل وعدم اتخاذ إجراءات تخلق أزمات بينها وبين المحافظات. وقال الفهداوي إن "وزارة الداخلية تعهدت بإعادة المعتقلين إلى المحافظة، خلال ساعات، على أقصى تقدير"، مؤكدا "عدم وجود أي تهم أو أدلة ضد هؤلاء المعتقلين أو حتى مذكرات اعتقال قضائية".  وأضاف الفهداوي أن "احترام القانون سيكون الاختبار الحقيقي للحكومة في موضوع الاعتقالات"، موضحا أن "الداخلية تعهدت أيضا بحسن معاملة المعتقلين حتى يتم إطلاق سراحهم خلال 24 ساعة القادمة كون غالبيتهم كبارا في السن".