TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة :من يذكرهم؟ من ينساهم؟؟

السطور الأخيرة :من يذكرهم؟ من ينساهم؟؟

نشر في: 30 أكتوبر, 2011: 10:43 م

 سلام خياط ما التربية؟ ما تعريفها؟ يقال إنها أداة التاريخ في التطور، إنها تناقل خبرة الإنسان وتداولها منذ بداية الوعي حتى آخر مراحل تطوره على سلم الارتقاء.. والتاريخ لا يصح تعريفه إلا بصحة تعريف التربية، فالتاريخ خبرة والتربية تداول خبرة،، والتطور ارتقاء، ولا يتحقق الارتقاء إلا بديمومة التطور، بالحركة، بالتجدد، بالازدهار بالنمو، بالنزوع نحو الأقوى، الأسرع، الأصح، الأعلى،
الأكثر أمنا وعافية ومتعة ومنفعة وعدلا وجمالا.. وهذا لا يكون إلا بالتربية خبرة تأريخية وبالتاريخ خبرة تربوية... فلا ازدهار بلا ارتقاء ولا ارتقاء بدون تطور، ولا تطور بلا تربية وخبرة تأريخية، ولا انتفاع بخبرة إذا كان التعصب، ولا انتفاع بخبرة إذا هيمنت العنصرية،، ولا انتفاع بخبرة إذا تسيدت الطائفية، ولا إنتفاع بخبرة إذا شاع الغلو، ولا إنتفاع بخبرة إذا شاعت الخرافة،وساد الانغلاق.وقد تكون الخبرة ثقافية، فتكون علمية أو أدبية أو فنية، وقد تكون الخبرة مدنية، فتكون زراعية أو صناعية أو عمرانية، وقد تكون حضارية، فهي أخلاقية أو سياسية أو تشريعية... وإن كل ما كان بعد أن لم يكن، لم يكن إلا بفعل عامل الخبرة، التي هي الثقافة التي هي حيازة إبداعية التي هي الخبرة المتوارثة من جميع الناس إلى جميع الناس.. إن من الأخطاء بل الخطايا إن سكان هذي الأرض لا يرون في البضاعة إلا كونها استهلاكية أو خدمية أو نقدية، تلك البضائع التي تقبل التملك والحيازة الشخصية، وتجوز فيها المضاربة والاحتكار والاستثمار والمراباة، أما البضاعة الإبداعية فلا تقبل التملك الفردي، ولا الحيازة الملكية. ولا تجوز فيها المضاربة ولا يصح عليها الاحتكار ولا المراباة,, ذلك إن الحيازة الإبداعية محض خبرة تاريخية....وبعد، فالسطور أعلاه مستلة من مقالة طويلة للراحل الزاهد المتعفف  مدني صالح نشرت في صفحة ثقافة بإشراف عبد الزهرة زكي في جريدة الجمهورية عام 1994  عثرت عليها مزجاة على الرف العالي مدعوكة مكرمشة متهرئة الحواف(ي) أعادتني إلى مشروع اقتراح قديم يتجدد كل طلوع فجر، برفع لافتة دعوة لإقامة صرح ثقافي يضم إرث ومقتنيات المبدعين الأحياء منهم والراحلين والذين هم على سكة الانتظار..الصرح الثقافي المقترح مطروح للمناقشة والبحث بالإضافة أو الحذف، دين واجب الأداء معلق برقاب المثقفين وفي ذمة وزارة الثقافة على وجه الخصوص، وندري -يقينا ندري- إن الذين نسوا  وعودهم كثر. والذين تناسوا مواثيقهم، أكثر، فيا لخيبة المذكرين، ويا ويلهم وويلتهم أيضا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram