 بغداد /  المدى ما زال مشروع بناء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي  الذي تبنت تنفيذه الولايات المتحدة الاميركية يراوح في مراحله الاولى وعصي على الانجاز ما ادى الى مضاعفة كلفته. وانتقد تقرير منظمة رقابية اميركية نشر امس  الاحد الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لبناء هذه  المحطة في مدينة الفلوجة،  معتبرة ان المشروع تأخر لأعوام.
وخصص للمشروع في بداية الامر ميزانية بلغت 35 مليون دولار، ليخدم مئة الف من مواطن. وكان يفترض الانتهاء منه في شباط 2006 لكنه كلف حتى الان 107,9 مليون دولار ولم يخدم سوى 38 الفا و400 شخص.ويتوجب على السلطات العراقية تخصيص 87 مليون دولار اضافية ليصبح في عام 2014 جاهزا. وافاد التقرير الصادر عن مكتب المفتش العام الاميركي ان "القتال العنيف في الفلوجة، وسوء التخطيط وتقديرات الكلفة غير الواقعية وعدم كفاية التمويل، ادت الى تجاوزات كبيرة في التكاليف وتأخير في بناء محطة معالجة الصرف الصحي الجديدة للمدينة". ونبه تقرير المفتش العام الى ان انعدام الامن في هذه المدينة حيث خاضت القوات الاميركية معارك ضارية خلال 2004، عطل انجاز المشروع، فيما تعرضت الانابيب والخنادق الى هجمات و تعرض العمال الى الخطف والترهيب، ما تسبب في تأخير الانجار لانشغال القوات الاميركية بعمليات البحث والحماية المرهقة.وقال المفتش العام انه "من الواضع ان المسؤولين الاميركيين لم يفهموا البيئة الامنية وتأثيرها على المتعاقد الرئيسي الذي كان شركة "فلور امك" وقدرتها على تنفيذ وبناء مشروع الصرف الصحي". واضاف التقرير الرقابي انه في الوقت الذي تم فيه منح العقد، كان لدى المسؤولين الأميركيين معرفة قليلة حول البنى التحتية لبيئة المدينة وكانوا غير قادرين على زيارتها لاجراء بعض المسوحات الامر الذي ادى الى اعطائهم تقديرات للتكاليف واطر زمنية غير واقعية. كما اشار المفتش العام الى انه مع مرور الوقت وزيادة التكاليف، بالتزامن مع عدم تحقيق وعود التمويل، دفعت بالمقاول الى التوقف عن العمل. واضاف ان "المسؤولين الأميركيين لم يتشاوروا مع نظرائهم العراقيين، مما ادى الى اعادة التصاميم ما تسبب بتأخير لسنين اضافية على الجدول الزمني". ونبه التقرير الى انه "في النهاية من المشكوك فيه، أن نستنتج أن هذا المشروع قد ساعد في استقرار المدينة، او عزز ثقة المواطن بحكومته المحلية".