اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فرانسواز ساغان وصباح الحزن والنسيان

فرانسواز ساغان وصباح الحزن والنسيان

نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 06:19 م

سلوى جراحلندنمرت مؤخراً، بكثير من الصمت والنسيان، الذكرى السابعة لوفاة الكاتبة الفرنسية الشهيرة فرانسواز ساغان (1935-2004) التي كانت في الستينيات رمزاً لا يضاهى لفكرة الأدب النسائي المتميز منذ نشرت روايتها الاولى الشهيرة "صباح الخير أيها الحزن" التي كتبتها في شهور الصيف وهي لم تزل في الثامنة عشرة من عمرها.
  وقد أثارت الرواية في وقتها، ضجة كبرى لجرأتها وتماسك حبكتها في تصوير حياة سيسيل، الفتاة المراهقة التي تعيش مع والدها الأرمل اللعوب حياة بوهيمية، ثم تأتي إحدى صديقات الزوجة الراحلة لزيارتهما وتنشأ بينها وبين الأب علاقة غرامية لكن سيسيل تتلاعب بهما وتنهي العلاقة وتدفع بالسيدة للانتحار فتهوي بسيارتها في وادٍ عميق. الرواية تحولت عام 1958 إلى فيلم سينمائي ناجح من بطولة ديبرا كار ودافيد نيفن والممثلة الشابة جين سيبرغ. الطريف أن اسم ساغان الذي حملته الكاتبة صاحبة العشرين رواية، جاء أصلاً من رواية الروائي والناقد والكاتب الفرنسي الشهير مارسيل بروست (1871-1922) صاحب أشهر واطول رواية في تاريخ الأدب "البحث عن الزمن الضائع" التي نشرت في سبعة أجزاء تباعاً منذ عام 1913 وحتى عام 1927. نشرت الأجزاء الثلاثة الأخيرة بعد وفاته ولم يتمكن من تحقيقها وتدقيقها. في رواية بروست الشهيرة، ضمن الألفي شخصية التي تعالجها، في أكثر من ثلاثة آلاف صفحة، شخصية تعرف بالأميرة ساغان، وقد اختارت فرانسواز كوريز، وهذا هو اسمها الحقيقي، أن تحمله لتصبح باسمها الجديد فرانسواز ساغان، من أشهر الروائيات الفرنسيات وواحدة من أهم الروائيات حول العالم.  وحين توفيت في الرابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) عام 2004 قال الرئيس الفرنسي، آن ذاك، جاك شيراك، في تأبينها :"فقدت فرنسا بموتها أحد أهم كتّابها وأكثرهم حساسيّة، وعلماً من أعلام الأدب الفرنسي".  استطاعت ساغان منذ روايتها الأولى، أن تخلق شخصيات على قدر كبير من الواقعية أصبحت أيقونات للعديد من المراهقين في فرنسا وحول العالم، شخصيات يقارن العديد من النقاد بينها وبين شخصيات الروائي الأمريكي جيروم دافيد سالينجر (1919-2010) الشهير بجي دي سالينجر، خاصة روايته الشهيرة "الحارس في حقل الشوفان" التي نشرت عام 1951 وتصور تمرد الشباب وضياعهم، مخاوفهم ورغباتهم الحسية، وبحثهم الدائم عن الهوية والانتماء، حتى أن رواية سالينجر تعتبر ضمن أفضل مئة رواية باللغة الانكليزية، كتبت منذ عشرينيات القرن الماضي، وما زال يباع منها كل عام ما يقرب من الربع مليون نسخة، وعليه وجدت ساغان نفسها في سن مبكرة تقارن بكاتب مهم مثل سالينجر، ووجدت رواياتها تأخذ طريقها للسينما. فروايتها "هل تحبين برامز؟" التي صدرت عام 1959 تحولت بعد ثلاث سنوات إلى فيلم سينمائي من بطولة إنغريد بيرغمان وأنتوني بيركينز بعنوان "وداعاً مرة ثانية". ويروي الفيلم قصة حب سريعة بين امرأة في أواسط العمر وشاب يصغرها بسنين.  وبالمناسبة المقصود ببرامز، هو الموسيقي الألماني وعازف البيانو الشهير يوهانز برامز(1833-1897) الذي لا تخلو الحفلات الموسيقية حول العالم من مقطوعاته، فحين يلتقي رجل وامرأة غريبان ويرغبان في أن يبدأا شكلاً من أشكال التعارف قد يسأل أحدهما الآخر:"هل تحب برامز؟" أي موسيقى برامز، ليكون ذلك بمثابة بداية للحديث.  لا شك في أن نجاح ساغان المبكر كان حافزاً للإبداع وتقديم المزيد. وهذا ما حدث بالفعل، إذ ظلت تقدم نتاجها الأدبي حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي وحافظت دوماً على أسلوبها الشهير في الرواية، سيكولوجية الغوص في أعماق شخصيات يدور بينها عادة حوار عميق مسترسل، كثيراً ما يوصف بأنه محمل بمفاهيم الفلسفة الوجودية.  ولم تكتف فرانسواز ساغان بكتابة الرواية بل امتد نتاجها ليشمل الكتابة للمسرح إضافة للسيرة الذاتية وبعض الأشعار الغنائية.  بل لقد تفرغت في ستينيات القرن الماضي للكتابة الى المسرح. ورغم أن النقاد أجمعوا على أن حوارياتها متميزة، إلا أن أعمالها لم تلق النجاح، فعادت تركز جهودها في كتابة الرواية.تزوجت ساغان مرتين، الأولى من محرر صحفي يكبرها بعشرين عاماً لكن زواجها لم يدم لأكثر من عامين وافترقا في عام 1960 لتعود بعد عامين وتتزوج  بنحات أمريكي فاشل، عرف عنه أنه زير نساء ولم يدم زواجها الثاني لأكثر من عام واحد.  ثم بدأت تقيم علاقات مع عدد من النساء بعضهن كنَّ شخصيات معروفة، صحفيات وكاتبات. وقد سُئلت مرة عما إذا كانت تؤمن بالحب فأجابت بكل بساطة:"هل تمازحوني؟ أنا أؤمن بالرغبة التي قد تدوم سنتين أو ثلاث على أكبر تقدير، أما الحب فلا تسألوني عنه".  ومن أقوالها الشهيرة: "لا شيء يزيد من الغيرة مثل الاستخفاف بها".لكن ساغان رغم كل ما اكتنف حياتها الشخصية، أحبت عملها وانهمكت به وعشقت الحيوانات وتربيتها في بيتها، خاصة الكلاب. كما عشقت السفر ودارت في العديد من دول العالم كالولايات المتحدة الأميركية حيث أقامت الكثير من الصداقات مع نجوم السينما. كما عرف عنها تعاطيها المفرط للمخدرات، فقد تعاطت خلال مراحل عمرها المختلفة أن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram