 بغداد/ متابعة المدى "بغداد مدينة فوضوية" بهذه العبارة بدأ حديث المهندس المعماري زهير حميد وهو عضو معتمد لدى وزارة البلديات في تصميم المدن واستشاري فيها أيضا. الخلل كما يرى حميد في حديث لوكالة (آكانيوز) "يكمن في المفارقة بين المكان والمواطن من جهة وبين المكان والحكومة من جهة أخرى ".
وتابع قائلا "منذ عقود وبغداد بلا تنظيم شكلي أو تصميمي والعمران عليها قد طغى على اللمسات الفنية فيها". وأوضح أن "التخطيط الاعتباطي لمركز العاصمة بغداد جعل منها مدينة فوضوية والبناء فيها ليس له معنى فني". وتابع "لقد غرقت بغداد في فوضى الألوان واللوحات المبعثرة وهي تتحول شيئاً فشيئاً إلى منطقة صناعية". ويوافق علي جودة المهندس المعماري في دائرة التصاميم في محافظة بغداد رأي حميد بالقول إن "العاصمة بغداد أبعد ما تكون عن المستلزمات العمرانية المعاصرة وقد فقدت هويتها التاريخية والتراثية من دون أن تلاحظ الأجهزة العمرانية التي تنفذ المشاريع". وأوضح " التداخل الإداري والمالي بين مجلس الوزراء وأمانة بغداد والوزارات الخدمية ومجلس المحافظة، هذه الأسباب الرئيسة التي تقف وراء كل هذا العبث العمراني في العاصمة بغداد". ويرجح أن "اعتماد الوزارات على شركات تصميم لا تمتلك الكفاءة والقدرة قد يكون أيضا احد الأسباب المهمة". لكن الفنان وعضو جمعية الفنانين العراقيين صلاح ناهي قال إن "المشكلة الرئيسة لدى المواطن العراقي الذي يتصور أن البناية له وليست للجميع لذا فهو يتصرف بها بحرية ولا يستند على رؤية جمالية معينة". وتابع "قلة خبرة الحكومة وعدم اعتمادها في المشاريع على الفنانين والاكتفاء بالجانب الهندسي اثر سلباً على بنايات وشوارع العاصمة بغداد". واستدرك "فوضى الألوان محاولات بغدادية تعكس ما موجود  داخل الشخصية البغدادية من خوف". ويقول وكيل وزارة الثقافة طاهر حمود "نعمل مع أمانة بغداد على وضع لمسات فنية على واجهة المباني والشوارع العامة استعداداً لبغداد عاصمة الثقافة العربية". وقال "نتجه نحو معالجة الخلل في عدم توضيح هوية العاصمة بغداد فنيا وثقافيا وإبراز معالمها الرئيسة التي تدل على تاريخها". وتقول أمانة بغداد وعلى لسان وكيلها نعيم الكعبي إن "ازدحام شبكات النقل وتزايد الكثافة السكانية والسكنية واكتظاظ الشوارع وراء عدم توضيح هوية بغداد بالمستوى المطلوب". وتابع "نعمل على تحديد تقسيمات الرئيسة للعاصمة بغداد وتوزيعها على سكن صناعي خدماتي لتحديد هوية العاصمة بصورة أكثر وضوحا وتزيل عنها الضبابية والذي يتطلب تعزيز الجهد الحكومي في هذا الاتجاه". وقررت أمانة بغداد في التاسع من الشهر الجاري، إزالة جميع التجاوزات على الأرصفة من قبل الباعة المتجولين وإنهاء ظاهرة الأسواق العشوائية، مشيرة إلى أنها ماضية بإيجاد أماكن بديلة لهم.يذكر أن أمانة بغداد تنفذ بين الحين والأخر، حملة لرفع التجاوزات في الأماكن العامة والأرصفة والأسواق، لكن العديد من المتضررين من الحملة يصفون إجراءات الأمانة بأنها محاولة لحرمانهم من العمل. يذكر أن أمانة بغداد قد أعلنت أمس الاول أنها قد تنسحب من مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية في عام 2013 نتيجة لنقل مخصصات تطوير شارع الرشيد البالغة 120 مليار دينار إلى وزارة الدفاع لشراء صفقة طائرات فرنسية، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع وقالت انه تم بموافقة مجلس رئاسة الوزراء وليس من قبل وزير الثقافة ووزيرها بالوكالة سعدون الدليمي.