اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > فن القسوة

فن القسوة

نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 06:06 م

عنوان الكتاب: "فن القسوة : تصفية حساب" الكاتبة : ماغي نيلسن ترجمة : هاجر العاني من فناني الأداء إلى فرانسيس بيكون تنظر ماغي نيلسن الى ناحية الفن القاسية مضيفة ً المفكرين المتناقضين والأمثلة المضادة . إنه عمل نابض بالحياة ومـَـعـَـشـَّــق.
من لوحة إعلانات أفلام سينمائية في حيها في لوس انجلس الى المناصرين الايطاليين للمستقبلية تؤرجح نظرتها المحدقة المفعمة بالحياة عبر ما يعدل قرناً من الفن والثقافة في "فن القسوة : تصفية حساب" ، ونقطة بداية هذه الدراسة الخاصة بالعنف والفن هو أتونين أرتاود ، الكاتب المسرحي الفرنسي وراء "مسرح القسوة" والذي كتب ان القسوة في الفن "تعبر عن الصرامة والنية والقرار المتصلبين والحسم غير القابل للنقض والمستبد" ، وتلك الأفكار تفتن نيلسن إلا أنها لا تتوقف السيطرة عليها فهي غالباً ما تعرض الاعتقاد البوذي كلحن مصاحب وهي تنوه الى أرتاود والذي توفي في مأوى للمجانين عام 1948 كان كاتباً مسرحياً فاشلاً ومجنوناً سيئ السمعة. ولندع الجنون جانباً فناحيته القاسية لاقت انجراراً في طليعيي القرن العشرين وما بعده، وترى نيلسن ذلك في فن أداء كريس بردن (الذي في عام 1971 كان لديه صديق أطلق النار على ذراعه) وفي أعمال فنان الفيديو الشاب رايان تريكارتين ومراراً وتكراراً في رسوم فرانسيس بيكون ومنهجه , وهي تراه في مواضع أخرى أيضاً بما فيها كتابات ماري غيتسكل وبرايان إيفنسن وصور محتجزي أبي غريب وتلفزيون الواقع . وتنسج نيلسن الثقافة المتدنية والثقافة الرفيعة معاً بشكل بارع في الحديث لكي يتسنى لستيفن كولبرت وبيكون الظهور في نفس الفقرة، وهي تثق بأن جمهورها – مهما قد يكون جمهور عمل جذاب لنقد ثقافي – هو بالفعل حسن الاطلاع على الكاتب المسرحي صامويل بيكيت والفنان الأخاذ غوردن ماتا – كلارك والملحن جون كيج وفنان الاداء ناو بوستامانتي، مقدمة ً فقط أجرد صور عملهم الوصفية الأدبية .   والكتاب إذ هو مقسم الى فصول صغيرة وموضوعية – عن الحبس والأسر على سبيل المثال – فـإنه يغوص مباشرة ً في مناقشات عن أعمال فنية ناجحة (أو أقل نجاحاً) تتمحور حول القسوة، ومن ثم فـإنه يعالج برشاقة هذه المناقشات بـإضافة مفكرين وأمثلة مضادة متناقضة، وهي إستراتيجية بلاغية واضحة، وتكتب نيلسن "من النادر العثور على التعقيد المعنوي الحقيقي في انعكاسات بسيطة، وبشكل أكثر تكراراً يتم العثور عليه عن طريق الخوض في المستنقع والانتقال إلى حالة الحميمية مع الانزعاج وتطوير شهية للفارق الدقيق".   تشكيل أساس هذه الاستكشافات هي فكرة أن القسوة ترتبط بالتمزق وبالإفشاء وحتى بالثورة، وذلك الفن الذي ينشد الاكتشاف سيجابه  المظاهر الخارجية المتوسلة ليتم تحطيمها والتفاهات التي تطالب بالطعن [الوخز-الخرق] و المواقف التي تطالب بالتعديل – والقسوة هي آلية الكسر- وتربط نيلسن هذين الأمرين بأفكارنا المعاصرة عن التغيير العلمي – نظريات جديدة تكون صحيحة تحل محل نظريات قديمة كانت خاطئة – وبفكرة أرسطو العتيقة الخاصة بتطهير العواطف بالفن، وإذا كنت تعتقد أن "تطهير العواطف بالفن"كانت تعني ببساطة إطلاق مطهـِّـر للعاطفة أو التوتر فـإن نيلسن تتعمق في ترجمة لـ"علم العروض"وتـُـعرب الجملة لكي يمكن أما قراءة عواطف "الشفقة والمخاوف"على أنها ما يتم تطهيره أو ما أصبح محفزات التطهير.وبقدر ما تعجب نيلسن ببيكون الذي تعود هي الى لوحاته وكتاباته كمحك فـإنها تأتي بأعمق قدراتها النقدية للتأثير على فن الاداء الذي يتم أداؤه وصنعه سينمائياً، والمفاتيح اليها هي قطع تتضمن القسوة و (عادةً) الجسد الانثوي وهي : "قطعة الجرح"ليوكو أونو (1964) و"إيقاع"لمارينا أبراموفيتش  (197) و"صورة شخصية/المنع"لكاثرين أوبي (صورة فوتوغرافية، 1994)، وكل تلك القطع تتضمن انتهاكات الجسد وتفحص نيلسن الطبقات المتناقضة من اختلاس النظر الجنسي والاعتداء والتمكين، وجسد أوبي "يقدم نفسه مباشرة ً لنا على أنه نازف ومرن وفخيم وتوّاق". وهذا نقد في أحسن أحواله، إذ انه مثير للذكريات وصريح وذو وجهة نظر ثابتة، وفيما تندفع نيلسن من عمل فني مستخدمة ً عدسة القسوة لجعل نورها الخاص مضيئاً، ثمة بهجة في كل من إدانتها وأسئلتها، وهي تترك، كما يستطيع مفكر واثق فقط ان يفعله، مجالاً للتناقض والمناقشة، مع ذلك قد يكون ذلك المجال مجرد مجال أوسع بكثير قليلاً، وفي أغلب الأحيان تكف نيلسن فجأة عن صنع صلات بين إستشفافاتها وهي : مشاهدة قطعة أونو على أنها تم إجتراحها في قاعة كارنيجي عام 1965 كما تكتب نيلسن "فائض العواطف المتناقضة يستفحل بالحركة البطيئة باتجاه ما لا يـُـطاق . قص الشريط ". وقدمت نيلسن حلقة دراسية في فن القسوة في برنامج CalArts حيث هي جزء من النقد ومـَـلـَـكة التأليف الخلاق، وأحياناً تبدو الثغرات الموجودة في الكتاب مثل صفوف أبنية منهج دراسي مع وجو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram