TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رأيك وأنت حـر:الحكم بين الهدوء والإنفعال

رأيك وأنت حـر:الحكم بين الهدوء والإنفعال

نشر في: 18 أكتوبر, 2011: 07:02 م

 علاء عبد القادر يُعـد نجاح الحكام بكرة القدم من العوامل الرئيسة التي يتوقف عليها نجاح المسابقات والبطولات الرسمية، وهو في حد ذاته عنصر مهم في تقدّم اللعبة، وأحد أهم هذه المرتكزات التي يتوقف عليها هذا النجاح الإعداد النفسي الذي يُبنى عليه الإعدادان البدني والمعرفي وصولا لتحقيق الأهداف في بلوغ الانجاز، لذا يمكن أن نعبّر عن مفهوم الإعداد النفسي للحكام أنه يمثل (قدرة الحكام بكرة القدم على الظهور بأفضل أداء تحكيمي يدعم التحضيرات البدنية والمعرفية التي تمكنهم من قيادة المباراة بأقل قدر من الأخطاء)
وبلا أدنى شك أن مَن يهتم بإعداده النفسي من الحكام يكون قد سلك اقصر الطرق لتحقيق النجاح. وقد يتقارب المستوى الفني بين اللاعبين والحكام بكرة القدم من حيث الشدة والحجم في الإعداد البدني للمنهج التدريبي بالنظر لتقارب المستويات في المسافات المقطوعة خلال المباريات، ولكن الأمر مختلف تماما بما يخص الإعداد النفسي ليس لان الإعداد النفسي ليس مهما للاعبين، بل على العكس إذ هو في غاية الاهمية للالعاب الفردية والجماعية، ولجميع اللاعبين على حد سوى، ولكن عندما نتحدث عن الإعداد النفسي للحكام بكرة القدم فإن الموضوع يتخذ أهمية خاصة لما له من أثر فعّال لكون كرة القدم تحمل بين طياتها طابع المنافسة الشديدة ، وما يرافقها من ضغوط نفسية على الحكم سواء من اللاعبين والمدربين والجمهور وكذلك وسائل الإعلام، فضلا عن المتطلبات الفنية في تطبيق القوانين من دون تردد بزمن لا يتجاوز أعشار الثانية يعبّر عن قدرة عالية في تفسير الأخطاء التي تحدث، لذلك نلاحظ إن كل تلك المتطلبات تضع الحكم في ميزان يتصف بالهدوء والتوازن الانفعالي، وان يكون حازماً وقيادياً ذا شخصية مؤثرة مكتسبة لصفتي الشجاعة والثقة في النفس في اتخاذ القرارات الصائبة، لذلك نلاحظ إن لكل تلك المتغيرات تتطلب الإعداد النفسي لها بشكل يؤكد حجم المسؤولية التي تقع على حكام كرة القدم.ينبغي عـلى الحـكام بألا يكونوا فقط من الذين يمتلكون تلك الخصائص للرياضيين الناجحين ، بل يستوجب أن يكونوا من رياضيي النخبة أي حـكام نخبة (elite referees) ولديهم من الخبرة (experience) ما يكفي لكي تؤهلهم في التصرف بحكمة في المواقف المختلفة وخاصة الصعبة منها التي تحدث داخل منطقة الجزاء والتي تتطلب منهم سرعة الاختيار في اتخاذ القرار، حتى تتبين مدى قدرته على سرعة الملاحظة في تمييز وتحديد الخطأ بطريقة موضوعية ، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إعداد نفسي يدعم بشكل كبير الجانبين البدني والمعرفي. من هذا نستنتج إن عملية الإعداد النفسي تستوجب دراسة ووضع البرامج والحلول التي من شأنها أن تسهم في تعزيز الجوانب الايجابية واجتثاث المظاهر السلبية لغرض الوصول إلى القمة كما يستوجب الأخذ بنظر الحسبان تأثير تلك الظواهر أو العوامل النفسية على الحكم كمصدر مهم في إصدار القرار، بل أن الحكم يحتاج الى أن يكون قادراً على التفسير (interpretation) الصحيح للحالات التي تحدث داخل الملعب ، وهذا في حد ذاته يحتاج إلى أن يكون حكم المباراة بوضع نفسي ممتاز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram