TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام محبة: الفكر والفكرة والكفر

كلام محبة: الفكر والفكرة والكفر

نشر في: 29 أكتوبر, 2011: 08:39 م

 أحمد الصراف*بيـــــــن المـــــــــــــــــؤرخ "برنــــــــــارد لويــــــــــــس" فـــــــي كتابة What went wrong الذي صدر قبل أحداث 11 سبتمبر بقليل، مجموعة العوامل التي أدت لفشل المسلمين في بلوغ الحداثة ومجاراة الغرب في تقدمه، بالرغم من أسبقيتهم في هذا المجال! وفي محاضرة لأستاذ أميركي، لم التقط اسمه، ذكر أن مجتمعات تفوقت على غيرها علميا، وأخرى تقهقرت! وتساءل عن الكيفية التي يمكن الاستدلال بها على التفوق، فقال إن الأسماء التي تطلق على المكتشفات العلمية قد تكون مؤشرا جيدا، فمن يخترع أو يكتشف شيئا يعطيه الاسم الذي يرغب فيه.
 فالفيزياء الجزئية مثلا ازدهرت في أميركا بعد الحرب الثانية، ولو نظرنا لأسماء الجزيئات في الفيزياء لوجدناها في الغالب أسماء لمناطق أميركية. أما الإنترنت، الذي لم يكن لأمريكا سبق اكتشافه، إلا أنها أضافت له الشيء الكثير، فتأثير أمريكا عليه كبير، فيكفي أنها الدولة الوحيدة المعفاة من ذكر حروف اسمها الأولى، usa في نهاية عناوين مواقعها الإلكترونية، كما هو الحال مع بقية دول العالم. كما نجد الوضع نفسه مع الطوابع البريطانية لا تحمل اسم الدولة، مثل بقية طوابع العالم، فهي أول من اخترع الطابع، وأعفيت الإعفاء من ذكر اسمها عليه! وبالرغم من أن "أبراج النجوم" سميت في غالبيتها بأسماء يونانية أو رومانية، لفضلهم في اكتشافها، إلا أن للعرب الفضل في اكتشاف النجوم نفسها، وبالتالي سميت ثلاثة أرباعها أسماء عربية. وهذا التقدم العربي الإسلامي العلمي حدث خلال فترة 300 سنة، بين 800 و1100 ميلادية، عندما كانت بغداد، عاصمة العالم، مدينة منفتحة على جميع الثقافات والأديان يشارك الجميع في مسيرتها العلمية، فحصل التطور في الهندسة والأحياء والطب والرياضيات، حتى الأرقام  1 2 3  المستخدمة في الغرب تسمى بالأرقام "العربية"، وكل هذا التطور الكبير أعطى العرب الأحقية في تسمية مكتشفاتهم بأسمائهم. ثم حدث الانقلاب في القرن 12 م عندما حرم الإمام "أبو حامد الغزالي" الرياضيات والفلسفة وغيرها من العلوم ونسبها للشيطان!! وهنا توقف التقدم العلمي الإسلامي وانهار ربما إلى الأبد، بعد أن أقنع الغزالي الجميع بأن الوحي يشرح كل شيء ولا حاجة لمعرفة العلوم. وختم المحاضر الأميركي قائلا بأننا لو نظرنا للفائزين بجوائز نوبل منذ تأسيسها لوجدنا أن ربعها ذهب لليهود الذين لا يزيد عددهم عن 15 مليون في العالم، في الوقت الذي لم يفز فيه المسلمون، الذين يزيد عددهم عن المليار، بأكثر من 5 أو 6 منها، ولو لم تنهار أوضاع المسلمين في القرن 12 لكانت غالبية جوائز نوبل من نصيبهم! انتهى.وقد كفر "علماء" سلف من أمثال ابن تيمية وابن قيم الجوزية وناصر الفهد، كفروا علماء أفذاذ كالفارابي وابن سينا وابن الهيثم والرازي والخوارزمي وابن عربي وابن رشد وابن المقفع، وجابر بن حيان والجاحظ والكندي، ووصفوهم بالملاحدة والزنادقة المشتغلين بالسحر والطلسمات، غير المؤمنين بكتب الله ورسله واليوم الآخر". وقال "ناصر الفهد" في كتابه "حقيقة الحضارة الإسلامية" أن كبار المفكرين الذي كانوا سبب انتساب الفترة الإسلامية إلى مقدمة الحضارة الإنسانية، كانوا في حقيقتهم خارج الإسلام!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram