علاء حسن بعد إطلاق بالونات اختبار عبر تصريحات يدلي بها بعض السياسيين العراقيين ، يتراجعون عنها ، ويصفونها بانها خضعت للتحريف ، وسوء الفهم ، وان صاحب التصريح كان يقصد الامر الفلاني ، وعلى "الجماهير العريضة" الانتباه لما تروج له وسائل الاعلام المعادية للعملية السياسية، والساعية لبث الفرقة بين مكونات الشعب العراقي وتكريس انقسامه .
في المشهد السياسي العراقي يكون التخريف تحريفا ، وهو اسهل الطرق لمعالجة المواقف المثيرة للجدل والحساسيات واثارة الفرقة والعودة الى المربع الاول ، وطيلة السنوات الماضية سمع وشاهد العراقيون وعبر وسائل اعلام محلية واقليمية الكثير من التخريف يصدر من سياسيين يعتقدون بانهم يمتلكون قاعدة شعبية واسعة ، وبعد مدة زمنية قصيرة من طيران البالون في الفضاء والتمعن بردود الافعال السياسية او الشعبية ، يلجأ مقربون من صاحب البالون الى تصحيح ما ورد على لسان صاحب التصريح ، بعقد مؤتمر صحفي او اصدار بيان يتضمن العبارة الجاهزة " حصل تحريف مقصود ونعلن بان الموقف الحقيقي ليس كما بث عبر وسائل الاعلام " من المؤكد ان وسائل الاعلام الاجنبية، تعتمد مترجمين اصحاب خبرة وكفاءة ، وليس من مصلحتها ان تحرف تصريح السياسي او المسؤول العراقي ، وهي ليست مسؤولة اطلاقا عن تخريفاته ، وعادة تكون على استعداد لبث التصريح اكثر من مرة لتثبت بانها بريئة من اتهامها بالتحريف ، ومثل هذه الممارسات يمكن ان تحصل في بعض وسائل الاعلام المحلية الخاضعة لهيمنة احزاب وكتل متنفذة ، والعاملون في غرف الاخبار في الفضائيات ، والصحف يتلقون اتصالات هاتفية من قبل بعض المسؤولين او السياسيين لتصحيح او تغيير عنوان او خبر ورد في الشريط الاخباري للفضائية ، وهذه الحالة يؤكدها اعلاميون عراقيون ، وشواهدهم في الشأن كثيرة ومتعددة ، علما ان بعضهم مازال يحتفظ بتسجيلات صوتية لصاحب التصريح .في الدورة التشريعية السابقة اعلن احد النواب ان اللجنة القانونية تلقت طلبا قضائيا برفع الحصانة عن سبعة من اعضاء المجلس ، وعددهم باسمائهم وكتلهم ، وبعد ان انتشر الخبر ، وتناقلته وسائل اعلام مختلفة ، اتصل صاحب التصريح بمكتب اذاعة اجنبية بثت خبره ليعاتبها بانه وقع في حرج شديد ، وتعرض لضغوطات من جهات متنفذة في البرلمان السابق لعقد مؤتمر صحفي في اليوم التالي يكذب فيه تصريحه ، واضطر النائب للاستجابة لتلك الضغوط ، وكذب ما اعلنه على لسانه بعد مرور اربع وعشرين ساعة ، والنائب لم يتهم وسيلة الاعلام بتحريف تصريحه لانه معروف بالابتعاد عن التخريف ، وليس بحاجة للكشف عن تحريف مقصود .ومن التخريفات ما اعلنه احد النواب قبل ايام قليلة ، بان لإقليم كردستان الدور الواضح في اثارة الاضطرابات في سوريا بدوافع قومية ، وحينما قوبل تخريفه باعتراض زملائه البرلمانيين من ائتلاف الكتل الكردستانية قال ، ان الاذاعة التي بثت تصريحه حرفته لغرض تعميق الخلاف بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان ، وهكذا تأتي التصريحات في المشهد العراقي تخريفا ثم تحريفا .
نص ردن: التخريف.. تحريف
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 18 أكتوبر, 2011: 07:28 م