TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين :نحن المسؤولون... ولكن

عين :نحن المسؤولون... ولكن

نشر في: 14 أكتوبر, 2011: 09:17 م

 عبد الخالق كيطان تفجيرات دامية في بغداد... تعقبها تصريحات تصل حد التناقض بين أركان السلطة في العراق. تحضر من جديد كلائش لم تعد تقنع صبياً، من قبيل: التحالف التكفيري الصدامي، أو: القاعدة والبعث هما المسؤولان، أو: كانت لدينا معلومات استخبارية دقيقة عن حركات مريبة للمجاميع الإرهابية، أو: محاولات يائسة من قبل دول الجوار لإثارة الفتنة الطائفية في العراق...
 وهلم جرا من هذا الكلام الذي يدرك مرددوه إنه مجرد أكاذيب يسوقونها لذرّ الرماد في العيون الدامعة أصلاً لفرط ما بكت على أحبّة يدفنون كلّ يوم في بلاد صارت مقبرة عريضة للبشر والأحلام. على أن أغرب تلك التصريحات جاءت هذه المرة على لسان السيّد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد عبد الكريم الذرب، والتي قال فيها أن "الجميع يتحمل المسؤولية سواء الأجهزة القانونية او الأمنية او المواطنين"، داعيا إلى "دعم القوات الأمنية بالمعلومات، لأن الجانب الاستخباري يعتمد بنسبة 25% عليها و75% على كل المواطنين"...لهجة غاضبة من قبل السيّد الذرب لا تسوّغ له اتهام المواطنين العزّل بالجرائم التي تحصد أرواحهم هم لا المسؤولين الذين يتنعمون بقوافل الحمايات التي يخيف منظرها المجانين قبل العقلاء. إنه يفترض ببساطة أننا نعيش في شريعة غاب، يتحمل فيها كلّ مواطن مسؤولية أمنه الشخصي، أما الدولة فلا تقدم له من "أمن" أو "حماية" إلا بنسبة 25% فقط، فلماذا نطالبها بأكثر من ذلك؟ والله يا سيدي حقك... لقد امتدّ بنا الشّطط لدرجة أننا كنا نعتقد أن حماية المواطنين وأمنهم جزء أساس وركن ثابت في عمل أي حكومة على أرض المعمورة.والمطلوب اليوم، بحسب تصريحات السيّد الذرب، أن نشكّل مجاميع من أبناء المناطق تتولى كلّ مجموعة حماية أمن منطقتها بنفسه. المطلوب أن تنسحب تلك المدرعات والهمرات ونقاط التفتيش والدوريات الثابتة والراجلة من جميع أنحاء العاصمة والمحافظات إلى ثكنات خاصة، وربما من الأفضل أن تلتحق تلك الوحدات العسكرية الضخمة بآمرية حماية الشخصيات النافذة، حسب الطوائف كالمعتاد، وأن تترك الشوارع العامة والساحات والتقاطعات إلى المواطنين الذين سيستخدمون العصي والهراوات والأحجار الخفيفة والثقيلة في عمليات حماية أمنهم الشخصي. فالدولة نفضت يدها، خلاص، من هذه المسؤولية، وصرنا نحن، ونحن فقط من عليه أن يبادر إلى تأمين حياته وحياة الزوجة والأولاد.. من حسن الصدف، وربما من سوئها، أنني شهدت سؤالاً من قبل أحد الصحفيين للسيّد الذرب ذات ظهيرة عن حقيقة وجود تفجيرات في منطقة ببغداد وسقوط عدد من القتلى والجرحى. السيّد الذرب نفى أول الأمر علمه بالحادث، ثم طلب تليفونه النقال من أحد مرافقيه فاتصل بشخصية عسكرية معينة. كنت أراقب فقط ما يجري بين السيدّ الذرب والصحفي الذي سأله. بعد لحظات بدأ حوار بين السيّد الذرب والعسكري الرفيع الذي اتصل به. صمت لحظات ثم سأله بلطف: لماذا لا تخبرونني بما يجري، فالصحفيون يسألونني وأنا لا أملك إجابات، فكيف ستكون صورتي؟كان الرجل محقاً، فهو رجل مسؤول على أي حال، ألا يرأس اللجنة الأمنية في المحافظة المغضوب عليها واسمها بغداد؟ ولكنه هذه المرة استبق استشارة العسكر فخرج على الملأ بتصريحات تعدّ الأغرب على الإطلاق في بازار التصريحات العراقية... ومن أجل ذلك... على الجميع أن يحضر "توثيته" معه كي نتحدّى الإرهاب وندافع عن أنفسنا.. وعلى الدولة السلام!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram