TOP

جريدة المدى > سينما > تنوّع فـي الاختيارات.. ومعهد الفيلم البريطاني يطيح مديرته الفنية

تنوّع فـي الاختيارات.. ومعهد الفيلم البريطاني يطيح مديرته الفنية

نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 05:12 م

لندن- فيصل عبد اللهكالعادة، وفي كل خريف، تحتفل العاصمة البريطانية لندن بفعاليات تظاهرة مهرجانها السينمائي. جديد دورته الخامسة والخمسين، تنطلق اليوم ولغاية 27 من الشهر الجاري، تمثل بقرار تنحّي مديرته الفنية ساندرا هيبرون. بعد أن شغلت هذا الموقع، على مدى ثمانية أعوام، بكفاءة عالية.
 كفاءة يشهد عليها استقطابها أهم الاشتغالات السينمائية التي حققت حضورها في مهرجانات مثيلة، وما أدخلته على هذه التظاهرة الإنكليزية الصرفة من تغييرات طالت التوسع في العروض ونسبة المشاهدة والنجاحات المالية التي ترتبت على ذلك. إلا أن ما حققته هيبرون لهذه التظاهرة لم يأت منسجماً مع قرارات خلف الكواليس. ذلك إن معهد الفيلم البريطاني، المظلة الرئيسية لهذه التظاهرة، وبعد إعادة هيكلة إدارية شاملة، ارتأى دمج موقع المدير الفني ليشمل نشاطات المهرجانوالمعهد في آن، ما دفع هيبرون إلى خيار العودة إلى موقعها الأكاديمي.- قرار تنحي هيبرون مر هادئاً. لا تقولات. ولا نميمة. ولا تكهنات كبيرة بمآلات هذه التظاهرة العريقة في روزنامة المهرجانات السينمائية المهمة. لعلها الطريقة الإنكليزية الواثقة في معالجة الأمور من دون صخب إعلامي كبير. لكن السؤال الآني وهو، كم سيبقى المهرجان أميناً لثوابت صيغة بيانه الأول والصادرة في عام 1956؟ وهل ستؤثر الإرادات الإدارية والسياسية، معطوفاً عليها الأزمة المالية الضاربة لمفاصل الاقتصاد العالمي على خيارات "مهرجان المهرجانات" القادمة؟. على الأقل القراءة الأولية لفقرات هذه الدورة تقول، إن السينما ما زالت الوسيط الفني الأكثر أهمية في عالمنا المعاصر المبتلى بالحروب والكوارث والأزمات والانعاطافات السياسية والتطلعات الشخصية والآمال المعقودة على المستقبل. أو أنها، أي السينما، فسحة لاستجماع أنفسنا وسط هذا الكم الهائل من الصور والمعلومات التي تتقاذفها شاشاتنا الصغيرة، المحلي منها أو العالمي.الافتتاح والختاموعليه، فقد جاءت فقرات وخيارات هذه الدورة، بشكلها العام، أمينة لحلم بُناة هذه الاحتفالية الأوائل. إذ سيكون للنصوص المسرحية المؤفلمة حصة معتبرة ضمن جديد هذه التظاهرة، حيث سيفتتح المهرجان بجديد البرازيلي فيرناندو ميريليس (360)، بطولة أنطوني هوبكنز و جود لو و راشيل وويز. وفيه يعود صاحب "مدينة الرب" و "الحدائقي المثابر" و "العمى"، إلى الأدب الأوربي، وعبر اقتباس مسرحية النمساوي آرثر شنايتزلر "الدورة" وتحويلها سينمائياً. يتابع الشريط أكثر من قصة عنوانها امتحان قدرة العلاقات العاطفية على تجاوز الحدود الطبقية والأخلاقية لشخصياته. بينما سيكون شريط الختام من نصيب عمل البريطاني تيرنيس ديفيز "البحر العميق"، والمقتبس أيضاً من مسرحية تحمل الاسم نفسه لمواطنه تيرنيس راتيجان. ومن خلال استحضار أجواء لندن الخارجة لتوها من الحرب، حيث الحرمان والتقنين الضارب لحياة ناسها إبان خمسينيات القرن الماضي. ومثلما امتحن شريط ميريليس قدرات شخصياته العاطفية، فإن ديفيز هو الآخر يضع بطلته إزاء قرار قلبها، لتجد نفسها في حيرة من أمرها. فهي غير قادرة على ترميم عواطفها المستهلكة تجاه من غامرت في حبه أو العودة إلى حب وأحضان زوجها الحاكم.عروض ليستر سكويرويأتي على رأس عروض " ليستر سكوير" وسط لندن، شريط "فاوست"، الفائز بأسد البندقية الذهبي، للروسي ألكسندر سوكوروف، والمقتبس من نص يحمل الاسم نفسه للألماني يوهان غوته. ولعل اختيار سوروكوف مثل هذا النص الصعب يدخل ضمن البحث عن الآلة الشيطانية الصانعة لرجال السلطة. فهو مثلما ساجل في اشتغالاته السابقة الآليات والبيئة التي وفرت لصعود هتلر ولينين والأمبراطور الياباني هيروهيتو. فإن عمله الجديد يبحث في مفهوم الشك القاتل، الروح الملتاعة التي تبحث عن خلاصها، وعن الغدر والخيانة والدم. فيما نتابع في شريط  "الصبي صاحب الدراجة" للأخوين البلجيكيين جان بيير ولوك داردين الفائز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان كان الأخير، قصة صبي فقد دراجته ووالده في آن، ما دفع بمصففة شعر إلى احتضانه. يختبر الإخوة داردين هذه العلاقة، وعبر وضعها تحت مجهر امتحان يومي مدروس، وعلى مهل. وكانت نتيجته نص شاعري، حُسب لكل لقطة فيه، وكل نقلة سينمائية، وكل كلمة نطق بها، وكأننا إزاء مقطوعة موسيقية ساحرة طولها 87 دقيقة. في حين يأخذنا شريط المعلم التركي نوري بيلج جيلان "مرة في الأناضول"، تقاسم سعفة كان الذهبية مع شريط "شجرة الحياة" للأميركي تيرنيس ماليك، إلى سهول الأناضول. وفيه نتابع، وعلى مدى يوم ونصف اليوم، بحث مجموعة من رجال الشرطة والقضاة وطبيب ومتهم عن جثة يعتقد أنها دفنت هناك. لكن حجة صاحب "مسافة" و "مناخات" و "القرود الثلاثة" بدت أبعد من حادثة قتل. إنها تأمل حزمة معان مثل، العيش في القرى، والعلاقة مع المكان، والموازنة بين الأخلاق والقيم والمنطق العملي.بالمقابل يأتي شريط "الخامس عشر من آذار" للمخرج والنجم السينمائي الأميركي جورج كلوني، عرض في مهرجان البندقية الأخير، ليكمل فيه ما قاربه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram