فراس عبد المجيدكلّ صباحْفي أنفاس السَحَر الأولىعندَ بزوغ الفجرْ
ونعاسُ النجمةِ يغزل من خيط الشمسِ وشاحَ التبْرْ ينشرهُ، هفهافاً، فوق تخوم البحرْ أنهضُ من قبري،أنفض عن هيكلي العظميِّ عناءَ الصبرْ. كلّ صباحٍ أنهضُ،أحملُ جمجمتي بيدي،أنفضُ عن بسمة فكيها كلَّ رماد الدهرْ. كلّ صباحْأحملُ جمجمتي،أغمرُها بنديف الثلجِ وأطعمُها فاكهةَ الجمرْ، أمسحُ عن عظم الوجنةِ خيطَ دمٍ يبقى ينزفُ حتى بعدَ صلاة الظهرْ. كلّ مساءْعند تكاسل شمس العصرْ، أحملُ جمجمتي،أمسحُ عن تجويف العينٍ ظلامَ الدهشةِ، وأعرّضها لنشيجِ الريحْ. في سَكرات الشفق الخجلى والأفقُ جريحْ أرفعُ جمجمتي،أمحو عن جبهتهاما لازَمها من وحْل العمرْ كل غروبٍ بعد أفول الشمس أصيحْ: " مدّوا فوق العشب موائدَكمْ..فالليلةَ يأتي الغيّابُ، وتنضجُ في النخلِ عذوقُ التمرْ" وعلى طقطقة الأطباقِ، ووهج النارِ، وعزف الريحْ.. أحمل جمجمتي، أحضنها، أتدثر معها في ظلمات القبرْ. كلّ صباحْأرفعُ، مع صيحات الديك، غطاءَ القبرْ فأرى مائدتي ماثلةً..لم يأكلْ منها أحدٌ.....ما عاد الغيّابُ، وما نضج التمرْ لكنْفي ذات صباحْ.. في أنفاس السَحَر الأولى عند بزوغ الفجرْ، رحتُ أفتش، عبَثَاً، عن جمجمتي بين زوايا القبرْ. .. ضاعتْ جمجمتي " هل بعثرها العصف رماداً فوق البحرْ؟هل ذابت كالشمعةِ، فالتبس الأمرْ؟ ساءلتُ الف
الوليمة
نشر في: 16 أكتوبر, 2011: 06:56 م